من الواضح في الكتابات المقدّسة، أنّ الإيمان الكاثوليكي هو شيء يحصل ضمن الإطار المنزلي.
لكن كيف يمكننا نحن أن نطبّق هذا في مجتمعاتنا، أي كيف يمكن للكاثوليكية أن تُضفي الديانة على المنزل، مقارنة بالممارسة في الكنيسة؟
للإجابة عن هذا السؤال، سنستعرض الرأي الذي ورد في مقال أعدّه الأب أليكسندر لوسي سميث ونشره موقع catholicherald.co.uk الإلكتروني، علّنا نتمكّن من أن نعرف إن كان ما نفعله صحيحاً!
بداية، فلنقل إنّه مع أنّ الذهاب إلى الكنيسة أمر ضروريّ، على كلّ إنسان أن يلتقي الله في منزله.
فبشارة مريم من قبل الملاك جبرائيل – أي لقاء الله بالبشريّة – تمّت في منزلها، كما يوضح لنا ذلك القديس لوقا في إنجيله (١ : ٢٨).
كما وأنّ القدّيس متى (٢ : ١١) يضع عيد الغطاس ضمن إطار منزلي، ويخبرنا أنّ المجوس إلتقوا بالطفل يسوع لمّا “أتوا إلى البيت”.
إذاً، يجب إيجاد الله في المنزل.
لكن بالطبع بما أنّ هذا هو الإنجيل، ثمة مستوى ثان من المعاني.
إلتقى المسيحيّون الأوائل ببعضهم البعض ومارسوا طقوس العبادة في المنازل الخاصّة، وهذه المنازل أصبحت فيما بعد كنائس، وهي موجودة في الكتابات المقدّسة.
فالقديس بولس يتكلّم في رسالته إلى أهل روما (١٦ :٥ ) عن “الكنيسة” التي تلتقي في منزل أكيلا وبرسكيلا، مع الإشارة إلى أنّ هناك رعيّة معاصرة في روما ومكرّسة لهذين القدّيسين.
كما وأنّ الأمر نفسه يتكرّر في الرسالة إلى أهل كولوسي، حيث تجتمع الكنيسة في بيت نِمفاس.
أمّا في العهد الجديد، فكلمة “منزل” تشير إلى فكرة الكنيسة والعكس صحيح.
لذا، ما من تبرير لاهوتيّ لأيّ فصل بين المنزل والكنيسة، بل على العكس.
من الناحية العمليّة والتطبيقيّة، إليكم بعض الاقتراحات لنقل الكنيسة إلى بيتكم.
إبدأوا أوّلاً من المطبخ، حيث ستحدّدون الأعياد وأيّام الصيام.
إجعلوا زمن المجيء والصوم الكبير وكلّ يوم جمعة يشكّل فرقاً في طريقة تحضير الطعام وطريقة الأكل.
ويمكنكم أن تحتفلوا عبر طعامكم أيضاً بأعياد مهمّة كعيد الميلاد وعيد الفصح وعيد الحبل بلا دنس، وتقدمة يسوع إلى الهيكل وعيد البشارة وإنتقال العذراء.
ثانياً، إجعلوا منازلكم أمكنة صلاة؛ وكما تصلّون في الكنيسة يوم الأحد، عليكم أن تصلّوا في الأوقات الأخرى في منازلكم.
وعلى كلّ كاثوليكي أن يضع في منزله مصلوباً، وتمثالاً أو صورة للعذراء، أو صورة للقلب الأقدس.
إنّ المنازل أمكنة لضيافة الأصدقاء؛ وعندما ندعو أشخاصاً، علينا أن نذكر أننا بفعل ذلك، إنّما نتمّم مشيئة الله القاضية بالضيافة.
“لا تنسوا إضافة الغرباء، لأنّ بها أضاف أناسٌ ملائكة وهم لا يدرون” (عب ١٣ : ٢). ولتكن أحياناً إستقبالاتكم لقاءات صلاة!
وأخيراً، في هذا الوقت من السنة، احرصوا على وضع مغارة في منازلكم.
فالزريبة في بيت لحم قدّمت مأوى ليسوع، عندما لم يجد فسحة في أيّ نزل.
لذا، فإنّ وضع المغارة في المنزل تذكير مميّز بأنّ المسيح وجد مأوى لديكم!
عن زينت
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}