تأمّل اليوم : /مخلوقين للتمتع بحضوره/


[مخلوقين للتمتع بحضوره]


“فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكراً وأنثى خلقهم.” (تكوين ١ : ٢٧)

وضع الخالق أصابعه بكل عناية في الطين الطريّ وبدأ بتشكيل الكائن الذي أصبح تاج الخليقة كلّها.

فالبشر المخلوقون بتفرد عجيب وفن دقيق سيكونون على صورة خالقهم.

ورغم أنه ستكون هناك مقاصد عديدة لحياة هؤلاء، الاّ أنهم سيشتركون جميعاً في قصد واحد ألا وهو أنهم مخلوقون ليعرفوا الله ولكي يتمتعوا بالشركة معه.

إذا تأملنا في تكويننا العاطفي وفي حقيقة أن لكل واحد منا روحا، فسوف ندرك إننا مخلوقون للمسير مع الله غير المنظور.

وإذا تأمّلنا في الكتاب المقدّس بأكمله من سفر التكوين إلى سفر الرؤيا فسوف نرى أنه يكشف لنا عن قلب الله لأن الله يريد أن يجذبنا إلى قصده النهائي لحياتنا.

تخيّل كيف كان الأمر بالنسبة لآدم و حواء حين كانا يتمشّيان مع الله كل مساء جنة عدن.

فإذا لم يكتف الله بأن يكون خالقهما وربهما، إختار أن يكون صديقاً لهم أيضا.

ولا يمكنني أن أفهم كيف كانت الشركة مع الله قبل السقوط.

كيف كان وجه الله؟ وكيف كان صوته؟

وحتى بعد السقوط، إستمر الله في المبادرة في الشركة والصداقة مع شعبه.

فقد دعي إبراهيم “خليل الله” وكان موسى يتمتع بعلاقة حميمة مذهلة معه.

والأعجب من هذا هو أن إشتياق الله للشركة مع شعبه لا يقتصر على القادة العظماء المذكورين في الكتاب المقدّس.

فبإمكان الأشخاص العاديين مثلي ومثلك أن يتمتعوا بفرح وبركة الشركة العميقة مع الله.

قال الرّب يسوع لتلاميذه أنهم إذا تعلموا أن يطيعوه، فلن يكونوا عبيداً له فحسب، بل سيكونون أحباءه وأصدقاءه (يوحنا ١٥ : ١٤ – ١٥).

وما يزال الرّب يسوع يعرض علينا تلك الصداقة نفسها اليوم.

فحالما نحسم الموضوع أنه رب على حياتنا ونتعلم أن نسلك بحسب وصاياه، فسوف يجذبنا إلى مستويات أعمق من العلاقة والشركة معه.

إنّ آلاف الناس يتوقون لعلاقة حميمة مع الله، لكن قبل أن يتمكنوا من إختبار مثل هذه العلاقة الحميمة معه، يجب عليهم أن يجعلوه ربّاً على حياتهم.

(من كتاب بريدك اليومي)

تعليقات