تأمّل اليوم : /الصوم في المسيحية/



[ما هي مدة الصوم حسب الكتاب المقدس؟]

في العهد القديم كان الصوم عادة لمدة يوم واحد من شروق الشمس إلى مغربها (قضاة ٢٠: ٢٦؛ ١ صموئيل ١٤: ٢٤) وربما كان لليلة واحدة (دانيال ٦: ١٨-١٩)، واستمر صوم أستير ثلاثة أيام ليلاً ونهاراً (أستير ٤: ١٦) وصام أهل يابش جلعاد سبعة أيام لموت شاول (١ صموئيل ٣١: ١٣) وصام داود سبعة أيام عند مرض ابنه (٢ صموئيل ١٢: ١٦-١٨).

وقد صام موسى أربعين يوماً (خروج ٣٤: ٢٨؛ تثنية ٩: ٩)

وكذلك صام إيليا (١ ملوك ١٩: ٨).

ويدل رقم “أربعين” وهو عمر جيل بكامله على فترة زمنية طويلة لا تُعرف مدتها معرفة دقيقة.

يرجح أن هذه المدة تشير إلى الوقت الذي قضاه موسى على الجبل أو إلى الأربعين سنة التي قضاها إسرائيل في البرية (عدد ١ ٤: ٣٤) والتي تشير إلى مسيرة إيليا أربعين يوماً (١ ملوك ١٩: ٨).

وأما في العهد الجديد فكان الفريسيون يصومون يومين من كل أسبوع بدافع من تقواهم الخاصة (لوقا ١٨: ٩-١٢).

الخميس هو يوم ذهاب موسى النبي للجبل لإستقبال الوحي الإلهي، والإثنين هو اليوم الذي عاد فيه من الجبل.


وأما قرنيليوس فكان صائماً لمدة أربعة أيام عندما ظهر له الملاك (رسل ١٠: ١-٥).

وصام الرجال الذين مع بولس في السفينة مدة أربعة عشر يوماً (رسل ٢٧: ٣٣).

وأما الأرملة حنّة فكانت تواظب ليل نهار على الصلاة والصوم

“لا تُفارقُ الهيكلَ، مُتعبِّدةً بالصوم والصلاة ليلَ نهار”
(لوقا ٢: ٣٧).

وصام يسوع أربعين يوماً ليفتتح رسالته بفعل
تسليم لأبيه بثقة كاملة (متى ٤: ١-١١).

إن هذه الأربعين يومأً هي أيام مسيرتنا الجماعية إلى ليلة الفصح المقدسة، إنها تمثل صعود يسوع إلى أورشليم.

إنها تمثل طول الطريق التي تبعدنا عن الله، وسلوكنا لدرب العودة والرجوع وملاقاة الله ومصالحته في عيد الفصح.

فلا نترك الفصح يمرّ من غير أن ندخل في حقيقته وفي مطالبه.

(منقول)

تعليقات