[مع الآخرين]
الصوم في المسيحية هو زمن العودة إلى بعضنا البعض بأفعال المحبة والصدقة والرحمة والمصالحة.
فالصدقة هو موقف القلب، القلب الرحيم، الشفيق، الذي يسعى لتجديد علاقته مع الآخرين.
فلا حب بلا تضحية والتضحية بلا حب أمر خارجي.
الصيام وحده لا يوصلك إلى السماء بل يلزمك لتصعد إليها على أجنحة المحبة.
بالصوم يشعر الإنسان بالجوع وبالتالي مع الجائع.
ما نصوم عنه ليس من حقنا، وإنما هو من حق الفقير.
ما تحرم نفسك منه، قدّمه إلى شخص آخر.
الصوم المقبول عند الرب يقول اشعيا النبي :
"أَلَيسَ هو أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ وإذا رَأَيتَ العُرْيانَ أن تَكسُوَه وأَن لا تَتَوارى عن لَحمِكَ؟"
(أشعياء ٥٨: ٧).
ألم يقل المسيح :
"تَعالَوا، يا مَن بارَكَهم أَبي، فرِثوا المَلكوتَ المُعَدَّ لَكُم مَنذُ إِنشاءِ العَالَم: أَنِّي جُعتُ فأَطعَمتُموني، وعَطِشتُ فسَقَيتُموني، وكُنتُ غَريباً فآويتُموني، وعُرياناً فَكسَوتُموني، ومَريضاً فعُدتُموني، وسَجيناً فجِئتُم إِلَيَّ … كُلَّما صَنعتُم شَيئاً مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه".
(متى ٢٥: ٣٤-٤٠).
الصوم كالطائر لا يطير إلا بجناحين الصلاة والصدقة.
هذا هو الصوم الذي يفضّله الربّ : الصوم الذي يظهر له أيادي مليئة بالحسنات وقلبًا ممتلئًا بحبّ الآخرين؛ صوم مليء بالطيبة.
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}