تأمّل اليوم : /فاتحاً ذراعيه/



[ فاتحاً ذراعيه ] 

"بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمي. ترس ومجن حقه"
(مزمور ٤:٩١).

في الحروب الكبيرة وعندما تهدر أصوات الأسلحة، يبدأ الجميع بالهلع والخوف والهروب من الضجيج الخارج من غبار المعركة القاسية التي تقتل أشخاصاً وتجرح آخرين وتدمر مجتمعات، فيبدأ الإنسان بالتفكير العميق إلى أين يذهب ومن يستطيع الحماية، فلا مجيب لأن الجميع منهمك والجميع واقعين بنفس الحيرة.

وفي خضم المعركة الروحية التي إبتدأ فيها إبليس بجميع أنواع الأسلحة فهو الذي يريد أن يبعد الجميع عن الله، فحيناً يتدخل ليوهم مجموعة بصدقية كتابهم وحيناً آخر يتدخل مباشرة في الأفكار لكي يبعد الجميع عن نبع الحياة وفي هذه الظروف الحالكة والغامضة، تسمع صوت خفيف وناعم يخرق هذا الضجيح الرهيب ليقول :

"لا تخشى من خوف الليل ولا من سهم يطير في النهار. ولا من وبإ في الدجى ولا من هلاك يفسد في الظهيرة. يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك. إليك لا يقرب"
(مزمور ٩١-٥ و ٦ و ٧)

هذا هو صوت المسيح الذي يريد أن يضمك بذراعيه الرائعتين ليقول لك أريد أن أمنحك:


النجاة :

"لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوبأ الخطر" (مزمور ٣:٩١)

أيها الصديق العزيز الغارق في بحر الأوهام وفي صحراء الغموض يا من لا تدري ما هو مصيرك، المسيح نفسه الذي بذل كل شي من أجلك يريد أن يعطيك مرساة النجاة ومرساة الخلاص التي توصل بك إلى الحياة الأبدية من خلال توبة حقيقية وإيمان جدي، فلا تلتفت إلى الوراء ولا إلى الهاوية بل تعال بكل أحمالك وبكل شكوكك فنجاتك بالمسيح أكيدة وثابتة، فذراعيه مفتوحة دوما لكل من يلتجأ اليه، فهل تأتي مسرعا؟


الملجأ :

"أقول للرب ملجإي وحصني إلهي فأتكل عليه"
(مزمور ٢:٩١).

إبليس يريد أن يقيد الجميع تحت عبائته وخيمته البائسة التي توصل بالناس إلى الدينونة الحتمية المعدة أصلاً له، فلا تجعله يخدعك بمباهجه الزائفة والغير واضحة، فكل طرح تجده بعيداً عن النعمة والغفران والفداء هو غير سماوي ويوصل بالنهاية إلى عواقب مشينة، المسيح هو الملجأ للمنسحقين وللتائهين، ألا تريد أن تحتمي؟ ألا تريد أن تجد من يدافع عنك؟ تواضع أيّها الإنسان بين يدي الله فستجد الرب يسوع نفسه فاتحاً ذراعيه بطريقة حميمة جداً ليكون هو الملجأ لك، فهل تأتي منسحقاً أمامه؟

(منقول)

تعليقات