[ قيامة الرب يسوع ]
"عند أول الفجر جاءت مريم المجدلية ومريم الأخرى لتنظرا القبر"
(مت ١:٢٨)
كان آخر من بقى عند صليب يسوع المرأة والذي جلس تجاه القبر حتى أكملوا عملية الدفن المرأة وأول من ذهب إلى القبر عند فجر الأحد المرأة.
فإن كان سبب سقوط البشرية إمرأة فسبب خلاصها أيضاً إمرأة وأول من بشّرها بالقيامة إمرأة.
لقد رفع يسوع له المجد مقام المرأة وعاملها على قدم المساواة مع الرجل فقد عاملها بلطفه وحبه شفاها وغفر لها خطاياها فكانت هي بدورها شاهداً أميناً لها من الجرأة ما لم يكن لبطرس الصخرة فذهب إلى القبر مبكره عنه.
"أما مريم فكانت واقفة عند القبر خارجاً تبكي"
(يو ١١:٢٠)
هي المجدلية بذاتها التى أخرج منها الرب سبعة شياطين ووهب لها غفران خطاياها وشفاها من مرض الخطيئة فأحبته كثيراً لأنه غفر لها كثيراً.
وهي تبكي لأنها لم تجد جسد الرب فى القبر الفارغ ولكنها رأت ملاكين قالا لها :
"يا إمرأة لماذا تبكين؟".
من يطلب الرب يجده ومن يحبه يظهر له ذاته.
لقد أحبته المجدلية جداً ومن أعماق قلبها فكانت أول إمرأة بشّرت العالم بقيامته وكانت عينها أول عين وقع نظرها على المسيح.
"من تطلبين؟"
(يو ١٥:٢٠).
أيّتها المرأة الباكية لماذا تبكين، ومن تطلبين؟ إنها تبكي لأنها لم تجد جسدك يا يسوع الحي في القبر ولأنها نسيت ما قلته مراراً إنك تقوم فى اليوم الثالث ونحن كثيراً ما نبكي لأننا ننسى كلامك ولا نذكره ثم إنها لا تطلب آخر سواك، إنها تبحث عنك وها أنت قد أظهرت لها ذاتك.
من تطلبين أيتها النفس؟ أتطلبين يسوع أو شيئاً آخر سواه.
إن كنت تطلبين يسوع فهو قريب منك جداً إنه حاضر في كل مكان قريب من طالبيه.
إنه وحده يشبع النفس ويهبها الحياة، فيه كفايتنا فلا تطلب سواه حتى لا تفشل في حياتك.
"لاتلمسينى.. بل أوهبي وقولي لأخوتي"
(يو ١٧:٢٠).
إنه لا يرفض إقترابها منه وقد سبق وسمح لها بأن تقبل مرارا وتدهنهما بالطيب وتمسحهما بشعرها.
التلاميذ الخائفون إني قمت من الأموات كما قلت لهم.
ليس هذا وقت اللمس وتقبيل القدمين بل هذا وقت إعلان البشارة المفرحة.
"لكن اذهبي وقلن للتلاميذ ولبطرس"
(مر ٧:١٦).
ولم يذكر هذا القول سوى القديس مرقس الرسول الذي كان مرافقاً لبطرس الرسول، أرجع بذكراتك إلى ليلة آلام المسيح تجد أن بطرس جلس بين الخدام، وأنكر سيده ثلاث مرات بحلف ولعن ولكن الرب إلتفت إليه فخرج إلى الخارج وبكى بكاءً مرًّا.
وبعد القيامة يرسل له خبراً خاصاً ويقابله مقابلة منفردة ليعزيه ويشجعه ويرده إلى مركزه الأول أليس فى هذا أكبر تشجيع للضعفاء وأعظم عزاء لصغرى القلوب؟
ليتشدد وليتشجع قلبك وإنتظر الرب.
"لماذا تطلبين الحى بين الأموات؟"
(لو ٥:٢٤)
هذه شهادة حية صادقة، هل يمكن أن يبقى الحي في القبر؟
وهل يقدر القبر أن يطبق فمه عليه؟ وقد سبق وأرغم القبر بأن يقذف ما فيه من الأموات؟
"من يدحرج لنا الحجر؟"
(مر ٣:١٦)
هذا كان موضوع حديث النساء وهنّ في طريقهنّ إلى القبر كنّ مهتمات بمن يدحرج لهنّ الحجر لأنهنّ ضعيفات؟ ولكنهنّ لما وصلن إلى القبر وجدنه مدحرجاً (لو ٢:٢٤) .
إنتظرت المحبة على الضعف فإلتزمت المرأة أن تقوم والظلام باق.
هل تحب الرب يسوع من كل قلبك؟
لا تخف الصعوبات لأن المحبة تذللها وقوة الرب تعمل المستحيلات ما دامت تطلب الرب بإشتياق ورغبة.
"ورأى فآمن"
(يو ٨:٢٠)
هذا يوحنا الحبيب، وذهب إلى القبر مع بطرس بعدما أخبرتهما النساء ولما وجد الأكفان مرتبة والقبر فارغاً آمنا لأن التلاميذ لم يكونوا يعرفون الكتب، ولكنهم آمنوا لما رأوا فآمنوا وطوبى لمن يؤمن ولم يرَ لقد رأى التلميذان كما قال لهما القبر الفارغ والرب المقام من بين الأموات وسنرى كل ما وعدنا به الكتاب المقدس.
"مجد لا ينطق به"
ما لم تره عين وما لم تسمع به أذن وما لم يخطر على قلب بشر ما أعده الله لمحب إسمه القدوس.
قد قام السيد المسيح من الأموات لأجل تبريرنا وليرفع عقولنا إلى فوق حيث هو جالس، المسيح قام بالحقيقة قام، ببركة قيامة المسيح من الأموات أن يدبر لنا راعياً صالحاً يراعى شعبه ببر وقداسة وعدل خليفة القديس
(مرقس الرسول ١١٨)
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}