[ الله معيني ]
إنّ لعازر الذي معنى إسمه "الله معيني"، "إيلي عزر"، قابعٌ في مرض مميت سوف يقضي عليه، وليس له معين سوى الله إلهه كما هو معنى إسمه.
وكان يسوع يحب لعازر وأختيه، ومع هذا لم يهرع لينقذ لعازر قبل ان توافيه المنية.
فإنّما "هذا المرض ليس للموت، بل من أجل مجد الله، لكي يتمجد ابن الله فيه".
وبعد أن مات لعازر عقد ربّنا يسوع عزمه على التوجه إلى اليهوديّة.
وكان يطمئن تلاميذه بأن لعازر راقدٌ، وأنّه ذاهبٌ ليوقظه.
لنسمعه يطمئننا نحن أيضًا، بأنّه عندما يكون النور معنا فلا شيء يخيفنا.
منه يشرق النور علينا إن كنّا في شركة معه، لا غرباء عنه وأعداء بالأفعال الشريرة.
عندما إعترض التلاميذ خوفاً من العودة إلى اليهودية، خاطبهم الرب يسوع بكلامٍ لا لُبس فيه: لعازرُ مات… ولكنّ توما عبر عن خوف التلاميذ حين قال : لنذهب ونمت نحن أيضاً معه.
لن يكسب الربّ ثقة التلاميذ به إلا حين يعمل بجبروته، بأفعاله العظيمة.
هو يريد ان يجعل هذا المرض سبباً لتمجيد الله، وهم ما زالوا يفكرون على مقياس قدراتهم البشرية الذاتية، التي تقتنع فقط بمنطق القوّة والإنبهار من العجائب.
فهل نسمع نحن صوت الله في حياتنا ونلتزم به إيماناً بقدرته، أم تدفعنا الأمراض الجسديّة والنفسيّة والروحيّة إلى اليأس؟
توجّه الرب إلى بيت عنيا ليُتمّم قصده الإلهيّ.
وعندما أكد للأخت المفجوعة أن أخاها سيقوم، أخذت هي تتحدث بحسب معايير فكريّة مألوفة، مع أنها أقرّت بإيمانٍ بأنّ كلّ ما يطلبه الرب يسوع من الآب يُستجاب.
هكذا نحن أيضاً ، نعتقد أننا نعرف الرب وندرك قدرته، ولكن تأسرنا محدودية تفكيرنا ومنطقنا وفهمنا.
لم نتعلّم أن نتخطّى هذه المحدوديّة ونختبر قوّة عمل روح الله الذي يفوق معرفة هذا العالم.
"سيقوم في اليوم الأخير"، أجابت مرثا، وكأن إلهنا المسيح جاءها بتعزية أرضيّة وحسب، فأجابت بما معناه: أعرف هذا كلّه. "أنا القيامة"، أجابها غالبُ الموت.
وأنّى لها أن تفهم قوله حينها.
أما الآن يا أحبّاء، فقد عرفناه نحن غالبًا الموت، ظافرًا وقَائمًا من الأموات، فما بالُنا لا نفهم كلامه إلينا، ولا نَطمئنّ إليه وحده؟
وبدورها جاءت مريم تبكي من أحبّه ربُّنا يسوع، فسأل هو عن مكان القبر، وقد جاشت روحُه في داخله، وطلب أن يرفعوا الحجر.
فمنهم من تساءل لمَ لمْ يفعل شيئًا لصديقه من فتح عينيّ الأعمى؟ ومريم حذّرت الرب من أنّ الميت أنتن... أوليس الصمتُ وإنتظارُ خلاص الرب أفضلَ لنا؟ لماذا نعترض ونتذمر؟ دعونا نقتدي بالميت الصامت المنتظر رحمة الرب، لا بالآخرين الواقفين كثيري الكلام والتذمر.
لنصبر مع لعازر للرب، منتظرين المعونة منه، فيصغي إلينا ويسمع صوت تضرعنا.
لنوطّن أنفسنا في ما يشبه مثوى الأموات، وكلّنا إيمانٌ وثقة ورجاء بأنّ الربّ سيسمع صوت أنينا.
وسوف ينادينا العارف بحاجاتِنا قبل الطلب، ويصرخ هلموا خارج الموتِ المقيد لحياتكم.
لقد أظهر المسيح مجده حين غلب الموت بإقامة لعازر، وذلك قبل أن يظهر مجدُه على الصليب حين أتت الساعة، ساعةُ الخلاص.
أراد من أمام قبر لعازر أنّ يؤكّد حقيقة القيامة العامة، قيامة أجساد الراقدين.
فلئن تحلّلت الأجساد، يقدرُ اللهُ الخالق، وبكلمةٍ فقط، أن يدعوها إلى الوجود مجدداً.
أظهر الله قدرته على إعطاء الحياة التي تأتي منه فقط، فآمن كثيرون به.
ولكنّ بعضهم عندما رأوا قدرة الله تحرّكوا على نحو معاكس.
أظلمت أنفسهم، وذهبوا وأخبروا الذين ينصبون له العداء بأنّه نصرَ لعازرَ وأعانه... بأن نورَه سطع وأباد ظلام الموت.
يا للعجب، كيف تتباين المواقف من عمل قدرة الله؟
ذهب الوشاة الذين شاهدوا بأمّ أعينهم محبة الله ورحمته تتجلّيان، وشَهدوا زورًا ضدّه.
وللمفارقة، بنتيجة ما فعله المسيح الإله القدير، عُقد مجمعٌ سيحكمُ عليه.
مجمعُ الأثمةِ سيحكم بالموت على القدّوس الذي غلب الموت.
يا ربَُ، يا عونَنا نحن البشر، نرى قدرتك كل يوم، فهل سنكون ممن يمجدّون لاهوتك، أو ممّن يكرهونه؟
ليهتف كلّ من يحبّ الربّ أوصنّا لإبن الله الظافر على الموت، ملك حياتنا وسيدها.
الله معيني.... "إيلي عِزِر"...
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}