تأمّل اليوم : /شفاعة العذراء والقدّيسين/


[ شفاعة العذراء والقدّيسين ] 

لماذا يتشفّع الكاثوليّك بالعذراء والقديسين بينما الوحيّ الإلهيّ يعلمنا أن ثمَّة شفيع ووسيط واحد هو يسوع المسيح ؟


{ الكنيسة الكاثوليكية لديها الجواب }


عندما يصلّي الكاثوليّك إلى مريم العذراء والقديسين، الَّذين في السّماء، متشفّعين بهم، فإنّهم بذلك لا يتخطّوا المسيح، كما لا يُنكرون كونه الشَّفيع والوسيط الوحيد بين الله والنَّاس.

إنَّ الكنيسة وهي الجسد السّرّيّ ليسوع المسيح الواحد تؤمن بمبدأ الشّراكة فيما بين أعضاءها، يقول القديس بولس الرّسول في الجسد الواحد :

“إذا تألّم القديسين عضو تألّمت معه سائر الأعضاء”.

هذه الشراكة تمتد أيضًا  فيما هو قداسة، فبمقدار ما يتقدس العضو يضفي قداسة بدوره على سائر الأعضاء.

فالتّشفّع بسائر القديسين وعلى رأسهم العذراء مريم يأتي في سياق علاقتهم الحميميّة بشخص يسوع المسيح، وهو بذاته يهبهم هذه النّعمة؛ إنّها أضواء في طريق الإنسان ليبلغ إلى كمال الإنسان في يسوع المسيح بوصفه المثال الحقيقيّ للإنسان الذي يجب فينا أن يكون.

يشهد القديس يعقوب عن هذه الشَّفاعة، فيقول :

”طلبة البار تقتدر كثيراً في فعلها ”
(يع ٥ : ١٦).

فكم بالحريّ تكون صلاة العذراء مريم الكلّيّة القداسة، والمنزهة عن أيّ خطيئة! ألاَّ تتشفّع فينا عند الرّبّ يسوع بحكم أنها والدة الله؟ ألم تتشفّع قبلاً في عرس قانا الجليل، أولى معجزات إبنها، فتحوّل الموقف من الحرج إلى ملء الفرح، حيث تحوّل الماء إلى خمر؟ إننا بهذا المعنى نأتي إلى الرّبّ يسوع من خلال أمه، كما أتى هو أوّلاً إلينا من خلالها.
(يو ٢:٢-١١).

كما يطلب القديس بولس من المؤمنين رفقائه أن يشفعوا له بصلاتهم من أجله :

”أخيراً أيّها الأخوة صلوا لأجلنا لكي تجري كلمة الرب وتتمجد “
(٢ تس/ ١-٣).

وأيضًا في رسالته إلى أهل رومية :

”فأطلب إليكم أيها الإخوة بربنا يسوع المسيح وبمحبة الروح أن تجاهدوا معي في الصلوات من أجلي إلى الله ”
( رو ١٥ : ٣٠).

إنّ سفر الرؤيا، يوضّح لنا أيضًا كيف أن القديسين في السّماء يشفعون لنا أمام عرش المسيح الحمل، وهم حاملون مجامر البَخور بأيديهم، إنه لمن الواضح جدًا في التّقليد المسيحيّ للآباء الأوائل سعيهم بشغف لطلب شفاعتهم.

كتب القدّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم في القرن الرّابع كثيرًا عن إستجابة الله للشهداء والقديسين.

فما بالنا بإستجابته لوالدة الإله العذراء مريم.

إنّ شفاعة القديسين وعلى رأسهم والدة الله، الكلّيّة القداسة أمرٌ خصّه الآباء على مرّ العصور، الأمر الذي يعكس مدى فهمه للوحي فيما يخصّ الشّفاعة.

(منقول)

تعليقات