موضوع اليوم : /أهميّة الصلاة للأنفس المطهرية/



[ أهميّة الصلاة للأنفس المطهريّة ] 


أوحى الروح القدس إلى الأقدمين منذ أجيال أن الصلاة لأجل الموتى فكرة مقدّسة وخلاصية.

ويسوع لم يحبس دموعه أمام قبر لعازر حبيبه.

والكنيسة المستنيرة بعواطف قلب معلّمها الإلهي لم تأل جهداً في تحريض بنيها على مساعدة الموتى بالصلاة وأعمال المحبّة والإحسان.

والقديس توما العظيم شمس المدارس الكاثوليكية قال :

"إن الصلاة لأجل الموتى أفعل أنواع الصلوات وأشدّها قبولاً أمام الله."

وهذا النوع من الصلاة يشتمل على جميع أفعال المحبّة الجسدية والروحية.

لكن الكثيرين من المسيحيين يجهلون أن محبّة الأنفس المطهريّة مفيدة جداً للأحياء والأموات على السواء.

وهذا التعليم ألقاه على العالم الكاثوليكي عظام العلماء مثل القديس ألفونس دي ليغوري والقديس روبرت بلرمين وسواريز وتوما اللاهوتي وغيرهم كثيرين.

فقد قرر هؤلاء القديسون بإجتماع الرأي أن من العدل كل العدل، ومن المفيد جداً أن نحصل من الله على النِّعم والمواهب الروحية والجسدية.


قال بلرمين:

"إن بإستطاعة الأنفس المطهريّة الشفاعة لمن يسأل حاجاته، وعون الله له.

نستغيث بالأنفس المطهريّة نلتمس شفاعتها وغفران خطايانا، والإنتصار على التجارب، والحصول على النِّعم الروحية والجسدية بواسطة شفاعتها."


 قالت القديسة كاترينا دي بولونيه لراهباتها :

“عندما أحبّ الحصول على نعمة من الآب الأزلي، ألتجئ إلى النفوس المطهريّة لتلتمسها لي منه بإسمي.

وبقوّة شفاعتها أحصل دائماً على ما أبتغي.”

وهي تؤكّد أنها حصلت على نِعم لم تحصل عليها بشفاعة القديسين أنفسهم.

والقديسة تريزيا الطفل يسوع ايضاً قالت أنها حصلت على جميع النّعم التي كانت تلتمسها بشفاعة النفوس المطهريّة.

ومن الإيحاءات التي حصلت عليها القديسة بريجيتا، أنّ ملاكاً إقتادها يوماً إلى المطهر، فسمعت نفساً حصلت على مساعدة كبرى تقول :

”كافئ يا رب الذين ساعدونا في حاجتنا إلى المساعدة.

وأعطِ بدل الواحد مئة، الذين نهضوا بنا بصلواتهم إلى مشاهدة نور لاهوتك”.


وقديس الله خوري آرس، قال يوماً لأحد الكهنة :

"لو عرف الناس قوة شفاعة الأنفس المطهريّة، وفيض النّعم التي تحصل عليها من سخاء الله، لما كانوا ينسونها، أو يهملون مساعدتها." 

فلأجلها ينبغي ان نصلّي لتشفع لنا أمام الله ليرحمنا.

وإذا إستقرّت هذه النفوس في نعيم الله، فمن له أن يدرك عظمة تحمّسها أمام عرشه لخلاص الذين بمساعداتهم خلّصوها؟ فهذه النفوس السعيدة التي نخلّصها بصلواتنا من نيران مطهرها تنحدر كل ساعة من مقام مجدها إلى حيث الذين ساعدوها لتقودهم في حياتهم هنا إلى نهاية صالحة في جميع نواحي الحياة الزمنية والروحية.

كان للقديسة مارغريت ماري عبادة خاصة لمساعدة الأنفس المطهريّة، وبوحي إليها من القلب الإلهي قد تألمت أكثر من مرة من أجل تلك النفوس.

لقاء ذلك قد أنعم الله عليها بتعزية كبرى وهي تأكّدها من خلاصها ورؤيتها تلك النفوس صاعدة إلى سمائها، وهي تنظر إليها نظرات الشكر.


ومن المأثور عنها قولها :

"لو كنتم تعرفون كم كانت سكرات نفسي بالفرح عظيمة، عندما كنت أرى تلك النفوس عائمة في بحار أنوار مجدها! فقد كنت أراها كسبّاح يجيد السباحة في عباب بحر خضم في ذلك المجد.

وكم سألتها أن تتذكّرنا أمام عرش عريسها السماوي.

وما ألذّ جوابها لي وهو : ليس لنكران الجميل أثر في السماء.

فلا يخيب طلبنا، ولا يطول إنتظارنا النعمة إذا كانت فينا محبّة صادقة للأنفس المطهريّة.

وبالإختبار نلمس هذه الحقيقة لمس اليد.

إذا أردنا الحصول على نعمة ما، فلنُصلّ من أجل تلك النفوس القديسة، وهي بدورها تبدي لنا معرفة الجميل، بعرضها حاجاتنا على أبيها وأبينا السماوي."

(منقول)

تعليقات