تأمّل اليوم : /هل ما زال الله يعمل؟/



[ هل ما زال الله يعمل؟ ] 


عندما نفكّر في الكنيسة الأولى، كيف كان الله يؤيد التلاميذ بعجائب ومعجزات وكيف كان يستجيب للصلوات بطريقة مدهشة وكيف أعطى المؤمنين به قوّة الشفاء بإسم المسيح وكيف جعل الكنيسة تنتشر كالنار في الهشيم وسط مجتمع فاسد ومرتدّ، ننظر اليوم إلى حالتنا الروحية وإلى مجتمعنا فنسأل أنفسنا بصوت خافت خشية أن يسمعنا أحد :

"هل ما زال الله يعمل؟"

إذا نظرنا بنظرة واقعية وصادقة إلى كل حقبات التاريخ المدني والروحي نجد أن الله أحياناً كان يتدخل بقوّة كبيرة حتى ظهر لكثيرين في أحلام ورؤى وأيضاً ظهر لموسى في العليقة على جبل سيناء وكان يظهر للشعب في البرية كعمود سحاب في النهار وعمود من النار في الليل.

"وكان الرب يسير أمامهم نهاراً في عمود سحاب ليهديهم في الطريق، وليلاً في عمود نار ليضيء لهم. لكي يمشوا نهاراً وليلاً، لم يبرح عمود السحاب نهاراً وعمود النار ليلاً من أمام الشعب"
(خروج ١٣: ٢١)

وأيضاً أظهر نفسه بطريقة مبهرة للنبي إشعياء حيث كان السرافيم واقفون فوقه لكل واحد ستة أجنحة ومن قوة حضور الله عرف إشعياء نفسه أمام هيبة الله الكبيرة بأنه شخص خاطىء، فعبّر عن هذا الموقف بصدق وأمانة.

"فقلت ويل لي إني هلكت لأني إنسان نجس الشفتين وأنا ساكن بين شعب نجس الشفتين لأن عيني قد رأتا الملك ربّ الجنود"
(إشعياء ٦: ٥)

وفي أحياناً أخرى تعامل الله بطريقة الصمت من دون تدخّل، ونجد هذا من كلمات الكتاب المقدس في أيام الكاهن عالي والنبي صموئيل.

"وكان الصبي صموئيل يخدم الرب أمام عالي، وكانت كلمة الرب عزيزة في تلك الأيام لم تكن رؤيا كثيرا"
(١ صموئيل ٣: ١)

وفي هذه الأيام التي نظن نحن فيها أن الله لا يتدخل وكأن صلاتنا تصطدم بحاجز من حديد، نتفاجأ بأنه حاضر في كل تفاصيل حياتنا وسط الأزمات والضيقات هو يعمل لكي يمنحنا السلام، ووسط الألم هو يعمل لكي يمنحنا العزاء، ووسط التقهقر الروحي نجده ينبّهنا فيعيدنا من جديد إليه هو الفخاري الذي يعجن فينا ويشكلنا، فما علينا سوى أن نستسلم بين يديه لكي يغيّر حياتنا إلى تلك الصورة عينها.

"والقادر أن يفعل فوق كل شيء أكثر جداً مما نطلب أو نفتكر، بحسب القوة التي تعمل فينا"
(أفسس ٣: ٢٠)

(منقول) 

تعليقات