تأمّل اليوم : /خطورة الخطيئة/



[ خطورة الخطيئة ] 


عندما نفكر في أبوينا الأولين آدم وحواء كيف أغويا وكيف سقطا في شباك الحية القديمة إبليس وما كانت نتيجة الخطيئة ندرك تماماً خطورة الخطيئة على الإنسان الذي خلقه الله على صورته كشبهه.

فنحن نشبه الله في الفكر والعقل والذهن والإرداة والحرية، ولكن الخطيئة شوّهت هذه الصورة العظيمة في ثلاث إتجاهات :


١- الخطية تدمر الإنسان من الداخل :

عندما نقع في الخطيئة يرتبك الإنسان من الداخل فتصبح روحه مشوشة فالذهن يتعب والضمير ينهار لأنه عنصر حساس والإرادة تتقهقر والجسد كله يصبح فريسة التململ من ذاته فيعيش الإنسان كأنه بصراع كبير بين شخصيتين واحدة تريد أن ترضي الله والأخرى سقطت بين يدي العدو والمشتكي، فيظهر ألم كبير وجرح عظيم في القلب والمشاعر والأحاسيس إنها الخطيئة التي تدمر كل من يلمسها أو يتعاطى معها.

"لأنها طرحت كثيرين جرحى وكل قتلاها أقوياء. طرق الهاوية بيتها هابطة إلى جدور الموت"
(أمثال ٧: ٢٦-٢٧) 


٢- الخطية تفصلنا عن الله روحياً :

في اللحظة التي أخطا فيها آدم وحواء في جنة عدن إنفصلا عن الله وماتا موتاً روحياً والله حذرهما قبل السقوط من هذه النتيجة.

"وأوصى الربّ الإله آدم قائلا من جميع شجر الجنة تأكل أكلا. وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتا تموت"
(تكوين ٢: ١٦-١٧)

فالخطيئة الخبيثة جعلت آدم يدفع الثمن غالياً إذ كسر علاقته الرائعة مع الله فهرب من وجهه لأنه خجل مما فعل وعلم أن النتيجة هروب وتمرد.

وهذا يحصل مع كل فرد منا عندما يقع في مهالك إبليس فقصده الوحيد أن يبعدنا عن الله وعن التواصل الصحيح مع الخالق.

يا لبشاعة الخطيئة التي تنتج التمرد والتيهان والإستهتار، فالقضية جديّة والثمن غال جداً.

"من أجل ذلك كأنما بإنسان واحد دخلت الخطية إلى العالم وبالخطية الموت وهكذا إجتاز الموت إلى جميع الناس، إذ أخطأ الجميع"
(رومية ١٢:٥) 


٣- الخطية تخرب العلاقات بين الناس :

هكذا يظهر لنا الكتاب المقدس أنه بالخطيئة يتخاصم الناس ويتقاتلون كما فعل في القديم قايين إذ قتل أخاه هابيل بسبب الحسد فوقع في الخطية التي نبهه الله عنها من قبل.

"إن أحسنت أفلا رفع؟ وإن لم تحسن فعند الباب خطية رابضة، وإليك إشتياقها وأنت تسود عليها"
(تكوين ٧:٤)

فكل فكر شرير وكل فعل لا يرضي الله مصدره إبليس الذي يريد دائماً أن يوقع الناس مع بعضهم البعض لكي يرضي غرائزه الخبيثة فكل الإنقسامات هي من إله الظلام وهذا ما يوضحه لنا يعقوب في رسالته :

"من أين الحروب والخصومات بينكم أليست من هنا من لذاتكم المحاربة في أعضائكم؟"
(يعقوب ١:٤)


عزيزي القارىء :

إذا أردت أن تتفادى خطورة الخطيئة عليك أولاً أن تأتي إلى المسيح تائباً ومؤمناً بأنه وحده يستطيع أن يمنح الغفران، وثانياً أن تتمسك بالعلاقة القوية مع الله في كل النواحي الروحية وهذا سيعطيك حصانة وقوة على الخطيئة فتحيا منتصراً وغالباً.

(منقول)

تعليقات