[ براهين القيامة ]
الجزء الأول :
إن قيامة السيد المسيح هي مركز إيمان كل مسيحي.
وبدون الإيمان " أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ "أي يسوع" مِنَ الأَمْوَاتِ"( رو ١٠: ٩) ، يُصبح الخلاص من الخطية مستحيل.
كتب بولس الرسول :
"وَإِنْ لَمْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ قَامَ، فَبَاطِلٌ إِيمَانُكُمْ. أَنْتُمْ بَعْدُ فِي خَطَايَاكُمْ! "
(١ كو ١٥: ١٧).
وبدون الأخبار السارة، أن يسوع قد داس الموت، يتجرّد الإنجيل من سلطته لخلاص البشر.
(رو ١: ١٦).
وإن لم يكن المسيح قد " أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ" ( رو ٦: ٤) لن نحيا في " جدة الحياة" ( رو ٦: ٤).
وعلى العكس من ذلك، دون الرجاء في أن نصير "خليقة جديدة" في المسيح ( ٢ كو ٥: ١٧).
نصير "أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا"( أف ٢: ١، ٥)، وحقًا، إن قيامة المسيح تقدم لنا جوهر الرجاء المسيحي ، والأساس المتين الذي يمكننا أن نؤسس عليه إيماننا.
فهل نندهش حين نرى أن الإنجيليين في القرن الأول كانوا في كرازتهم يؤكدون على الإيمان بقيامة المسيح؟ وقد أشار بطرس الرسول على وجه التحديد إلى أن من يتم إختياره عوضًا عن يهوذا الخائن ليكون بين الرسل ، لابد وأن يكون شاهدًا لقيامة المسيح ( أع ١: ٢٢)، وبعد فترة وجيزة، ألقى بطرس بعظة أمام آلاف اليهود، وكان محور العظة... القبر الفارغ ( أع ٢: ٢٤، ٣١- ٣٢).
وبعد ذلك، تحدث في الهيكل عن قيامة الرب ( أع ٣: ١٥، ٢٦)، وفيما بعد، شهد لهذه الحقيقة أمام مجمع اليهود ( ٤: ١٠، ٥: ٢٩- ٣٢).
كما شهد الرسول أمام الأمم أيضًا، بدءًا من كيرنيليوس وأهل بيته( أع ١٠: ٣٠).
وكم تحدث بولس عن قيامة المسيح في إنطاكية وبيسيدية( أع ١٣: ٣٠، ٣٣، ٣٤، ٣٧)، وفي تسالونيكي إستشهد بولس بنبوات الأسفار المقدسة عن قيامة المسيح ( أع ١٧: ٣)، ُثم شهد لحقيقة قيامة الرب أمام كل من فوستوس وأغريباس ( أع ٢٦: ٢٢- ٢٥).
وكثيرًا ما دارت المناقشات حول قيامة المسيح بين مسيحيي القرن الأول، وكانوا مستعدين للدفاع عنها بإستخدام الحجج المنطقية والأدلة الكافية ( ١ كو ١٥: ٣- ٨، أع ١: ٣، ٢٦: ٢٢- ٢٣).
كانت قيامة الرب والتي تشَّكِل أساسًا لإيمانهم، ظاهرة واضحة في كرازتهم.
ولا ينبغي أن تكون أقل من ذلك في أيامنا هذه.
وما زال مئات الملايين من البشر على وجه الأرض، لا يؤمنون بقوة يسوع التي داست الموت.
أما الشكوكيون فيسخرون من عودة يسوع للحياة مرة ثانية.
كما أن الملحدين في الفصول الدراسية ووسائل الإعلام حول العالم، يجادلون ضد قيامة المسيح، زاعمين أنه لا يوجد أساس كتابي قوي يقف دليلًا على قيامة المسيح" كما أنه لايوجد أساس تاريخي يثبت حدوثه ، انظر((Barker, 1996))
وقد سبق وقدمنا أدلة متنوعة على قيامة المسيح غير قابلة للضحد، أنظر (Butt, 2002).
أما فيما يتعلق بمسألة العقل والوحي، نرد على أربعة أسئلة يحب المتشككون أن يطرحوها دائمًا في محاولاتهم لتشويه الصورة التي قدمها الكتاب المقدس عن هذا الحدث الذي رج الأرض رجًا ( مت ٢٨: ٢).
ما أهمية قيامة الرب؟
يعرف دارسو الكتاب المقدس أن الأسفار المقدسة ذكرت العديد من الأفراد الذين قاموا من بين الأموات.
فبعد أن مات إبن أرملة صرفة، صلى إيليا إلى الرب.
" فَسَمِعَ الرَّبُّ لِصَوْتِ إِيلِيَّا، فَرَجَعَتْ نَفْسُ الْوَلَدِ إِلَى جَوْفِهِ فَعَاشَ"
( ١ مل ١٧: ٢٢)
وبعد بضع سنوات، أقام إليشع إبن المرأة الشونمية من بين الأموات( ٢ مل ٤: ٣٢- ٣٥).
وبعد موت إليشع، وأثناء دفن رجل كان قد مات في قبر إليشع، قام الرجل من بين الأموات بعدما لمست جثته عظام إليشع ( ٢ مل ١٣: ٢٠- ٢١).
وفي أيام تجسده على الأرض، أقام يسوع إبنة يايروس من بين الأموات ( مر ٥: ٢١- ٢٤، ٣٦- ٤٣)، كما أقام إبنة أرملة نايين ( لو ٧: ١١- ١٦) ولعازر- والذي ظل مدفونًا في القبر أربعة أيام ( يو ١١: ١- ٤٥)، كما سجل متى البشير كيف أنه وبعد موت يسوع وقيامته أن
"الْقُبُورُ تَفَتَّحَتْ، وَقَامَ كَثِيرٌ مِنْ أَجْسَادِ الْقِدِّيسِينَ الرَّاقِدِينَ وَخَرَجُوا مِنَ الْقُبُورِ بَعْدَ قِيَامَتِهِ، وَدَخَلُوا الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ، وَظَهَرُوا لِكَثِيرِينَ."
( مت ٢٧: ٥٢- ٥٣)
وفيما بعد ، وفي السنوات الأولى للكنيسة، أقام بطرس طابيثا ( أع ٩: ٣٦- ٤٣)، كما أقام بولس شاب إسمه أفتيخس، والذي مات بعد أن سقط من نافذة من الطابق الثالث ( أع ٢٠: ٧- ١٢).
مات كل هؤلاء، ثم عادوا ثانية للحياة.
وعلى الرغم من أن البعض قاموا بعد فترة وجيزة من الموت، مثل لعازر و (على الأرجح) القديسون الذين قاموا بعد قيامة يسوع تم دفنهم لفترة أطول من يسوع.
وفي ضوء كل تلك القيامات، يتساءل البعض، "بماذا تتميز قيامة يسوع عن قيامة هؤلاء؟"، إذا كان الآخرون ماتوا في الماضي وعادوا ثانية للحياة، فما الذي يجعل قيامة يسوع مميزة إلى هذه الدرجة؟
وبالنظر إلى حقيقة أن يسوع ليس هو الشخص الوحيد الذي عاد إلى الحياة ، فما الذي يجعل قيامته فريدة من نوعها؟ لماذا تُعَد قيامة يسوع أكثر أهمية من غيرها؟
الأجابة علي هذا السؤال في الجزء الثاني.
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}