تأمّل اليوم : /مسيحي إلى أين؟/



[ مسيحي إلى أين؟ ] 

لكي نتكلّم عن هذه النقطة، سننطلق من قصّة يسوع والشخص الذي حاول أن يجرّب يسوع، وهو من علماء الشريعة، ومن وصيّة ”أحبب قريبك كنفسك”، وصولاً إلى مثل السامريّ الصالح في لوقا ١٠: ٢٥-٣٧.

إذا تأملنا في هذه القصّة، نلاحظ بأنّ يسوع يُخبر فيها قصّته وتاريخ الخلاص كلّه.

فالرجل الذي كان نازلاً من أورشليم إلى أريحا، هو بمثابة آدم (كل واحد منّا آدم= الإنسان بشكل عام) …وأورشليم هي مكان وجود الهيكل، حيث نجد قدس الأقداس الذي هو مكان وجود الله، وبلغتنا العاميّة: السماء.

أريحا التي تقع تحت سطح البحر، ترمز إلى مكان الخطيئة أو الخطأ : ففي الإنجيل، أريحا عادة هي مكان الخطيئة، وبلغتنا العاميّة ترمز إلى : جهنّم.

خلال الطريق، إلتقى الرجل باللصوص الذين يرمزون إلى قوّة الشرّ والتجارب.

وهؤلاء الأشرار ضربوا الرجل ممّا سبّب له جروحًا، وهي ترمز إلى خطايا الإنسان.

بعد ذلك كان هنالك كاهن يمرّ على نفس الطريق، فرأى الرجل المضروب (آدم)، فمال عنه.

الكاهن يرمز إلى الشريعة (في تاريخ الخلاص، لم تستطع الشريعة أن تشفي جروحات آدم، بل إقتصر دورها على مساعدته لرؤية الخطيئة لكي يتجنّبها).

إذًا تساعدني الشريعة على رؤية خطيئتي، وسخي، ضعفي، ولكنّها لا تزيل هذا الوسخ.

إلى أن جاء اللاوي الذي يرمز إلى الأنبياء، فمال عنه أيضًا ومضى ( يُختصر عمل الأنبياء بتوبيخ ضمير الخاطئ حتّى يتوب…).


إلى أن وصل السامريّ الذي كان مسافرًا (لديه هدف، مهمّة)، وهذا السامريّ رأى المضروب ١، وأشفق عليه ٢…، ودنا منه ٣…، ضمّد جراحه ٤…، صبّ عليه خمرًا، وزيتًا ٥(حسب الطب القديم، كان الزيت يُستعمل لتخفيف الألم والشفاء، والخمر لتطهير الجروح) …، حمله على دابته ٦. ذهب به إلى الفندق ٧. وإعتنى بأمره8…

هذا السامريّ هو يسوع المسيح، والفندق هو بمثابة الكنيسة، وصاحب الفندق هو بمثابة المسؤول في الكنيسة (خادم الكنيسة أو راعي الكنيسة).

ثمّ في الغد أَخرج السامريّ دينارين، ودفعهما لصاحب الفندق لكي يعتني بالمضروب، وقال له :

”مهما أنفقت زيادة على ذلك، أؤديه أنا إليك عند عودتي”.

الدينارين قد يرمزان إلى طبيعتي يسوع الإنسانيّة والإلهيّة، أو إلى العهدين القديم والجديد، أو إلى الآب والروح القدس، لأنّه لا عمل لله، إلاّ كعمل ثالوثيّ)

(منقول)

تعليقات