[ كيفية الوصول إلى الهدف المرجو وتحقيق الأحلام وسط الظلام ]
في تأملنا اليوم سنركز حول مسيرتنا الروحية نحو الهدف، وهدفنا مما نقدمه في هذا الموضوع بأن نرتقي بالروح ونحلق بأجنحة الروح نحو السماء.
سنتكلم عن كيفية الوصول إلى الهدف المرجو وتحقيق الأحلام وسط الظلام.
آخذ آية كل يوم واحفظها وارددها طوال النهار… أينما كنت أعيدها وأكررها، فكلما رددتها تذكرت وعود الرب لي، وبالتأكيد سوف أتمسك بكلامه ووعوده أكثر وأكثر كلما قرأته ورددته.
هكذا يصير كلامه كلامي، فأعيش وأحيا في ظل جناحيه.
”الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت”
( مزمور ٩١ ).
( مزمور ٩١ ).
"وأما مريم فكانت تحفظ جميع هذا الكلام متفَكرةً به في قلْبها.”
( لوقا ٢ : ١٩ ).
في مسيرة حياتنا وواقعنا الجماعي والفردي فإننا نسير في ليل حالك السواد.. نمرّ بأوقات وأزمنة أقل ما يقال عنها أنها أزمنة رديئة، أتت إلينا بالكوارث والمآسي والإرهاب والحروب. فكيف البلوغ وسط الظلام إلى هدفنا المرجو وحلمنا السعيد؟
المسيرة :
تابع المسيرة بدون تردد أو خوف! فبالرغم من أن الظلام حالك والضوء لم يطلع وأنت تجتاز في أزمنة رديئة يغمرها الظلام. غير أن فيها الكثير من الأمل والنّيرات تكفيك لترى وتستمر صعوداً نحو الهدف. الرؤية ستكون مشوشة، ركزّ على الطريق كي لا تقع… المهم أبقى في يقظة! كي لا تنام في الطريق، حتى لا يطلع عليك ضوء النهار وأنت ما زلت في مكانك.
ناموس الله :
شريعة الله مع أنبيائه وقدسيه هي بمثابة المصابيح التي تضيء مسيرة حياتك لكي تكمل المشوار، فلا تدع ضميرك ينام ويغفو، أيقظه وحاسبه باستمرار. عليك مراجعة نفسك دائماً ومحاسبتها. العلاقة مع الله مهمة لتستمر في هذه المسيرة، عليك أن تبني علاقة شخصية مع الله، أساسها المحبة والثقة.
الحوار مع الله :
الوصول إلى الهدف والاستمرار في المسيرة يلزمها حوار دائم متواصل مع الله، عند قيامك من النوم، عند اجتماعك مع أسرتك لتناول الطعام، في أعمالك واشغالك، عند لقاءك بمن تحب، دائما تحاور مع الرب، في تنقلاتك وسفرك وفي كل ما تفعله، دع الرب حاضر بكل خطوة من مسيرة حياتك. النوم لا يرمز فقط للراحة، أيضاً رمز للموت، كما أن اليقظة والصحو رمز للحياة… فكن يا أخي في يقظة دائمة كي لا يأخذك النوم وتخسر الهدف.
راجع ضميرك :
أخي الحبيب راجع ضميرك بإستمرار لكي توقظه من غفلته وسباته، أيقظه دائماً بالتأمل اليومي في الكتاب المقدّس. لأن كلام الله حياة مما يجعلك بيقظة وحرارة، لتكون نيّر العقل والضمير وطاهر القلب، فتشبه ملائكة السماء الساهرين والمرنمين في الأعالي أمام عرش الرب.
الإجتماع الأسبوعي :
اللقاء مع الجماعة في يوم الأحد المبارك، إنه محطة هامة في نموّنا الروحي، بهذا الإجتماع نختبر عمل الله في حياة كل فرد بيننا، فنمسك بأيدي بعضنا البعض وتكون كلمة الرب هي المصباح لنا لئلا يقع أحد منا. لأن مسيرتنا وهدفنا نحو ملكوت السماء واحدة، وعلينا جميعاً أن نترافق في هذه المسيرة ونسند بعضناً بعضاً، لنكمل الطريق ونصل نحو الهدف المرجو والحلم السعيد.
أنشد في قلبك المزمور ١٤٣
١ مزمور لداود. يارب ، اسمع صلاتي، وأصغ إلى تضرعاتي. بأمانتك استجب لي، بعدلك
٢ ولا تدخل في المحاكمة مع عبدك، فإنه لن يتبرر قدامك حي
٣ لأن العدو قد اضطهد نفسي. سحق إلى الأرض حياتي. أجلسني في الظلمات مثل الموتى منذ الدهر
٤ أعيت في روحي. تحير في داخلي قلبي
٥ تذكرت أيام القدم. لهجت بكل أعمالك. بصنائع يديك أتأمل
٦ بسطت إليك يدي، نفسي نحوك كأرض يابسة. سلاه
٧ أسرع أجبني يارب. فنيت روحي. لا تحجب وجهك عني، فأشبه الهابطين في الجب
٨ أسمعني رحمتك في الغداة، لأني عليك توكلت. عرفني الطريق التي أسلك فيها، لأني إليك رفعت نفسي
٩ أنقذني من أعدائي يارب. إليك التجأت
١٠ علمني أن أعمل رضاك ، لأنك أنت إلهي. روحك الصالح يهديني في أرض مستوية
١١ من أجل اسمك يارب تحييني. بعدلك تخرج من الضيق نفسي
١٢ وبرحمتك تستأصل أعدائي، وتبيد كل مضايقي نفسي، لأني أنا عبدك
في تأملك بهذا المزمور توقف عند العبارة التي هتف بها قلبك. تأمل بها في هدوء ردّدها مراراً وتكراراً، عشها، دعها تغوص في أعماق ذاتك، وساعدها للوصول إلى خبايا الظلمات في قلبك. عندها سوف تلمس حقيقة الرب وكم أن كلامه عذب، بلسم للقلوب ورحلة إلى الأعماق.
خاتمة :
في نهاية تأملنا نتمنى لك أخي وأختي الأحبة دوام الإستمرار في التقدم بمسيرتكم الروحية نحو الهدف المرجو والحلم السعيد. أنمو بالروح، تقووا بالكلمة، أيقظوا ضمائركم، اسهروا وصلوا، أضيئوا سراج الإيمان في قلوبكم، لكي ينير الطريق التي توصلكم إلى مبتغاكم وهدفهكم المنشود.
لا تهملوا كلام الإنجيل، فهو غذائكم وقوتكم في الطريق… وأخيراً نتمنى لكم مسيرة مباركة وطريق سالكة نحو النصر والنجاح الدائم.
دمتم سالمين.
مقتبس عن كتاب الحركة الرسولية المريمية
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}