[ الشهيدين عبدون وسنين ]
كان هذان الشهيداين شقيقَين من بلاد فارس، شريفَي الحسب، إمتازا بتمسكهما بالإيمان المسيحي، حتى كانا في الإضطهاد الذي أثاره داكيوس قيصر يشددان عزائم المؤمنين ويدفنان الشهداء.
وقد دفنا القديس بوليكربوس أسقف بابل ورفاقه بكل إحترام، بعد أن قتلهم داكيوس ونهى عن دفنهم.
فإستحضرهما الملك بصفتهما من الأشراف وقال لهما :
"إني أتغاضى عن عملكما المستوجب الموت، لكن إحجدا مذهب المسيحيين، وأعبدا آلهة المملكة وقدما لهما البخور، فأعفو عنكما".
فرفضا بكل جرأة.
فغضب الملك ولم يجسر على قتلهما لأنهما من أعيان البلد فأمر بطرحهما في السجن مكبلَين بالقيود.
ولما عاد من حرب الفرس إستحضرهما أمام الندوة وجمع غفير من الشعب وقال لهما :
"إني أعيدكما إلى ما كنتما عليه من المنزلة الرفيعة، بل أزيدكما رفعة ومقاماً، إذا سجدتما للآلهة".
فأجاباه :
"إننا مستعدان لأن نضحي بحياتنا لأجل يسوع المسيح فادينا الإلهيّ".
حينئذ آسلمهما إلى فاليريان الوالي، فقادهما هذا إلى تمثال الشمس ليسجدا له، فلم يحفلا بالأمر، بل صرحا قائلين :
"ليعلم الجميع أننا نرفض عبادة الأواثان، وأن الإله الذي نعبده ليس مخلوقاً نظير آلهتكم، بل إنما هو الخالق نفسه".
فأمر الوالي بجلدهما حتى سالت دماؤهما وهما صابران.
ثم ألقوهما إلى أسدَين وأربعة ذئاب لتفترسهما، فآنستهما ولم تمسّهما بأذى.
حينئذ أمر بقطع رأسيهما فتكلّلا بالشهادة سنة ٢٥٠ في ٣٠ تموز.
صلوا من أجلي
الخوري جان بيار الخوري
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}