لماذا نحبّ العذراء وكيف نحبّها؟



[ لماذا نحبّ العذراء وكيف نحبّها؟ ] 

أحبكِ لأني تلفّظت بإسمكِ وأنا أرضع حليب أمي…. أحبكِ لأن الله يحبكِ…

ولأنكِ أم فاديّ ومخلصي… أحبكِ لأنكِ الإنجيل الحي المُعاش المطبَّق… ولأنكِ صورتي الحقيقية…

لأنكِ نموذج المسيحي الكامل… أحبكِ لأني عندما أرفع نظري إليكِ أصل السماء، وأُلامِس القداسة والطهارة والجمال والروعة…

أحبكِ لأنكِ تعرفيني بإسمي مثل الله وتعتبريني إبنكِ الوحيد…

أحبكِ لأنكِ عرفتِ الألم بسببي وأنكِ تحت الصليب تمخّضت بي وبكل إنسان، حتى أصير أخاً ليسوع، إبناً لله، على صورته ومثاله…


كيف أحبكِ أيتها العذراء؟ 

لا تكفي الشمعة التي أُضيئها؟ هل تكفي الوردة التي أُقدمها؟ هل يكفي أن تمسح أناملي حبات المسبحة وأن تتمتم شفتاي وتتعثّر بالسلام الملائكي؟!

لا يكفي، لا يكفي، لا يكفي…

مريم قديسة لا تعرف الخطيئة؛ فإن لم أبتعد عن الخطيئة، كيف أُحبها وأُرضيها؟

مريم طاهرة بروحها وجسدها؛ فإن لم أحبس نظري عن رؤية الباطل ولساني عن النطق به وجسدي عن إقترافه، فكيف أقول أني أُحبها وأرضيها؟


مريم غفرت لصالبي إبنها، فكيف أُحبها وأنا لا أغفر ولا أسامح ولا أنسى الشر، وأردّ الشر بالشر وأنتقم؟

مريم تطبيق الإنجيل بحذافيره كلمة كلمة، فكيف ندّعي حبها وإكرامها ونحن لا نعرف الإنجيل وتعاليم المسيح ومنطق الله في التعامل وحضارة السماء المطلوبة من أهل الأرض؟

مريم ليست تمثالاً، هي حركة وسرعة وسير نحو الآخر ومساعدة وخدمة وتضحية، فهل نجرؤ على قول أننا نحبها ونحن أنانيون، وصوليون، نؤثر المصلحة الشخصية؟

مريم صامتة متأملة مصلية… وهل نحبها ونحن نكذب ونغتاب ونفتري ولساننا سليط على عِرضِ الآخرين وسمعتهم؟

فلنتأمل كيف نحب ونكرّم من هي أمـاً وحاميـة ومحاميـة وشفيعة لنا. آمــــــــــــين.

(منقول)

تعليقات