[ هل تحويل يسوع الماء إلى خمر سمح لأتباعه بشرب الكحول؟ ]
كثيراً ما ينتشر الكلام في مجتمعاتنا المسيحية عن السماح في شرب الخمر و المشروبات الكحولية وأن المسيحية لا تنهي عن تناول هذه المشروبات.
هذه الفكرة للأسف ساهمت إلى حدّ كبير في إنتشار آفة تعاطي وإدمان المشروبات الكحولية في مجتمعاتنا وعبرها إنتشار الكثير من المعاصي والخطايا بين الناس، لذا وبنظرة سريعة نلاحظ أن الكمّ الأكبر من جرائم التحرش الجنسي والقتل والسرقة ترتبط بتناول مرتكبيها الكحول.
(٤٠٪ من جرائم القتل في الولايات المتحدة الأميركية سببها الكحول حسب أحدث الدراسات).
إن التمعّن بإنجيلنا المقدّس، يفتح لنا باب الإستنتاج بأن تناول الخمر و المشروبات الكحولية بهدف السكر هي من المعاصي الواضحة الذكر في العهد الجديد و الآيات التالية تأكد ذلك :
يقول القديس لوقا البشير :
قال الرّبّ يسوع :
“احذروا لأنفسكم لئلاّ تثقل قلوبكم في الخلاعة والسّكر وهموم الحياة، فيفاجئكم ذلك اليوم”
(لو ٢١/ ٣٤-٣٨).
في هذا القول وضع الربّ يسوع الخلاعة و السكر في مرتبة الأفعال التي تنسينا ذلك اليوم، أي يوم القيامة والحساب، فهي الأفعال التي تقودنا إلى الإتجاه المختلف عن إتجاه العمل الروحي الصالح الذي نتحضّر فيه لليوم الرهيب.
و في مكان آخر، يقول السيد المسيح في معرض حديثه عن مثل العبد الشرّير :
“… وبَدَأَ يَضْرِبُ رِفَاقَهُ، ويَأْكُلُ ويَشْرَبُ مَعَ السِّكِّيرِين، يَجِيءُ سَيِّدُ ذلِكَ العَبْدِ في يَومٍ لا يَنْتَظِرُهُ، وفي سَاعَةٍ لا يَعْرِفُهَا، فَيَفْصِلُهُ، ويَجْعَلُ نَصِيبَهُ مَعَ المُرَائِين. هُنَاكَ يَكُونُ البُكَاءُ وصَرِيفُ الأَسْنَان.”
متى (٢٤ / ٤٥-٥١).
وهنا أوضح المعلّم بأن مشاركة السكّيرين في الشرب و الأكل هو معصيّة فما هو الحال إن كان الإنسان نفسه من عداد السكّيرين، إنه يستحق الجحيم حيث البكاء و صريف الأسنان.
أيضاً وأيضاً في كورنتوس يقول القديس بولس :
“لا تضلوا. لا زناة ولا عبدة أوثان و لا فاسقون …ولا سارقون ولا طماعون، ولا سكيرون يرثون ملكوت الله”
(١ كورنثوس ٦: ٩ و ١٠).
فنرى أنه وضع السكيرين بجانب الزناة والسارقين.
قد يقول البعض بأن المسيح سمح بالخمر كونه حول الماء خمراً في عرس قانا الجليل وكون السيّد قد قدّم الخمر كدمه في العشاء السريّ، و هنا نوضح التي :
أولاً : لقد كان الخمر بديلاً عن المياه الملوثة بأغلبها في ذلك الوقت و التي كانت سبباً للكثير من الأمراض.
لذلك نلاحظ إنتشار ذلك المشروب حينها بكثرة إذ أنه كان من العادات المتأصلة في مجتمع ما قبل المسيح.
ثانياً : أن الرمزية التي أعطاها المسيح في عرس قانا تتخطى الفكرة المختلقة بقبوله بالخمر كمشروباً طبيعياـ لتكون فكرة عظيمة في مسيحيتنا تنطلق من كون الخمر عصير الكرمة وليس كونه أداة سكر وخلاعة.
وبتحويل المياه عصير كرمة في قانا وملئ الخوابي الفارغة أعطانا المعلّم مثالاً بأنه القادر الوحيد على ملئ خوابي قلوبنا الفارغة و تحويل أحزاننا إلى فرح روحي عميق حتى أن خمر قانا قد أيقظ رئيس المتكئ الذي نادى وقال لصاحب الدعوى بأنه قدّم الخمر الجيّد في نهاية الحفل بعد الخمر الرديئ في أوله.
إن مسيحيتنا بريئة من الدعوات والأفكار التي تحلّل شرب الخمر والسكر دون حدود وغير ذلك هو من الشيطان.
وهذه الفكرة لا تلغي حق الفرد المسيحي في تعاطي الخمر بالقيل الممكن و دوره في بعد العلاجات الطبية الحديثة لكن أي تعدّي عن هذه الحدود تدخل مجتمعنا وكنيستنا في ضوضاء كان سيدنا قد أبعدها عنّا بتعليمه.
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}