شروط دخول الملكوت سهلة ولكن



[ شروط دخول الملكوت سهلة ولكن ] 

فكرة التدين فكرة أحيانًا ينخدع فيها الإنسان، يرى أن ما يفعله لأجل الله، ولكن في حقيقته مردوده إلى نفسه ليس لأجل الله، فهناك من هو متدين، أي يتخذ صورة الدين ( متفعلل) يفعل ما هو خاص بالدين، وهذا لفظ عابر يقال على الأشخاص التي تريد أن تتقرب من الله ومن فكرة الحياة معه.

ولكن حقيقة أنا لا أشعر بإرتياح للفظ، لأن المتدين هو شخص يفعل شيئًا قد يكون من الخارج، متدين ( متفعلل).

أما الحياه مع الله هي من الداخل، فهناك من يتدينوا لأجل ذواتهم، حتي حينما يصلي كي يخرج للناس ويشعر أنه في مصاف المصليين ومصاف المتدينين، ويأخذ كرامه بهذه الصورة، أو حينما نصوم هناك أصوام مردوده إلي الذات أو لأجل المجتمع (أنني صائم).

وأحيانًا كثيره نجد الذين يتدينون لأجل الناس أو لأجل الذات، كل همهم أن يأخذوا كرامة، بل في بعض الأحيان يتخذوا أشكال من الفضائل كالإتضاع، يأخذ شكل المتضع يحني رأسه ويحفظ بعض الألفاظ وما أسهل أن يضرب مطانيه ويقول أخطأت، ولكن يظهر حينما تمس ذاته.

ذهبي الفم يقول :

“أتضاع الجسد أمر سهل أما أتضاع الداخل هو الأصعب”

حينما تتناقش معه تجده صلب معتد برأيه، متكبر في أفكاره، وأحيانًا تُتلي المزامير ونأتي إلى الكنائس ولكن كل هذه الصور فقط لأجل الذات، بل هناك من يتوب لأنه كيف أسقط؟ يشعر ازاي أنا أقع، الكاشف للقصه كلها سؤال السيد المسيح مستعد أن تترك لأجله؟ نقطة كاشفة جدًا، هذا الشخص الذي جاء للمسيح، لو أحد نظر إليه يقول : ما أروعه، حينما رأى المسيح أسرع، قلبه من الداخل متحمس، وسجد يا للتقوى، والسؤال الذي سأله للمسيح : ماذا أفعل لأرث الحياة الأبدية؟، أعطني الروشته، قل لي ماذا إفعل واحد..إتنين.. ثلاثة، فنظر إليه المسيح نظرة ثاقبة لداخله وقال له : بع أموالك، تستطيع أن تتازل، ولكن ليس هذا هو الشئ الوحيد، لآن هناك الكثير من الأشخاص الذين باعوا، وكانت هذه الصورة مردودة للذات، لكن بيع وتعال إتبعني وشيل صليبك.

ثلاث نقاط للوجود الفعلي والمشرق للمسيح في الداخل، أن يكون عندك إستعداد أن تترك لأجله، والحقيقة في صراع الخطايا وفي صراع الذات تبقى هذه القضية هي المهمة.. مستعد تترك لأجله، ليس أن تبيع وتأخذ..لا، ولكن تبيع ولا تأخذ.

تقدم للفقراء ولكن بدون أن يكون لك كرامة المعطي، تصلي دون أن يراك أحد، تترك شهوات وخطايا بدون ما تقول عنك الناس هذا بار وطاهر ونقي، تبيع لأجله وليس لأجل نفسك، وأحيانًا كتير يكون الله يحب الشخص.. نظر إليه وأحبه، هو يراه من الداخل حلو ولكن ينقصه هذا حتي يصل لرؤية حقيقية للحياة الروحية… ماذا اصنع لأرث؟ الفكرة كلها أنت تريد أن تأخذ أم مستعد تترك؟ أحيان كثيرة نقول له مثلما في أش ٥٢ :

”صمنا فلم تنظر.. صلينا فلم تسمع”

أحيانًا يُطفي الأنوار التي حولنا ويسألك موافق بالرغم من أنه ليس هناك كرامه ولا أضواء أنك تحبني؟؟ إذهب بيع، والبيع معناه أنك تقدم، لا تظن ابدًا أن كل ساعه تقدمها في الصلاة ليست بيع، أنت بتترك لأجله، ونصل إلى ما هو أعلى أن تترك كل أموالك.


النقطة الثانية المهمة أن تتبعه، وتتبعه معناها عينك علي الطريق، عينك على الوصية، إنه دائمًا أمام عينيك، لا يغيب عن ذهنك، مثلما قال أنبا أنطونيوس لأولاده :

” فليكن لك في كل موقف شاهد من الكتاب المقدس”.

النقطة الثالثة : أن تحمل صليبك، أن تترك وتتبعه وتحمل صليبك، لو أنك تري المسيح أمامك تحت الصليب ستوافق بحب، يقول بولس الرسول :

”الذي صلب العالم لي وأنا للعالم”

مع المسيح أحيا لا أنا ، تسأل هل الحياه مع ربنا صعبة جدًا إلي هذه الدرجة؟ أبدًا، لو رأيت ماذا ستأخذ وآمنت به يهون عليك كل شئ، ماذا تضع أمام حياة أبدية؟، وماذا تضع أمام مجد السماء وأكاليل القديسين؟.

” الذي يغلب يجلس معي علي عرشي”

” تعالوا رثوا الملك المعد لكم منذ إنشاء العالم”

من الذي يدعوهم؟ هم الذين تركوا وقدموا والذي أحب.

يقول بولس الرسول :

“خسرت كل الأشياء وأنا احسبها نفاية”.

شخص مثل الأنبا أنطونيوس الذي ترك ثلاثمائة فدان، يثق أنه سيأخذ أكثر ، إذا آمنت أن كل ما يُعرض عليك من الشيطان من مجد من شهوات من كرامة وتتركها لأجله، ستأخذ مكانها أكثر وأكثر، ستترك بدون تحسر، بنقدم وهو أمام أعيننا، تجسد وأخذ صورة عبد لأجلي، وحينما تراه مصلوبًا أمامي يهون عليا كل صليب وتهون عليا كل الآلامات.

القمص أنجيلوس جرجس – البوابة نيوز

(منقول)

تعليقات