الخروف الأعرج والبقرة العجوز ومشهد عجيب



وسط مجموعة الخراف .. كان هذا الخروف الصغير الأعرج كان دائما يجلس وحيداً ..

بينما بقية الخراف من حوله تجري وتلعب وتمرح.

إقتربت منه البقرة العجوز العطوف وهمست في أذنه :

“إنّ الله أعد مكاناً خاصاً للذين يشعرون بالوحدة، هناك يكون معهم يرعاهم بالحب والحنان.”

وذات يوم .. كان على الراعي أن يأخذ الخراف إلي واد غني بالعشب الوفير.. ولكن هذا الوادي في مكان بعيد وإشفاقاً منه على الخروف الأعرج الضعيف إستبعده من الرحلة الطويلة، وكان عليه أن يبقى وحيداً في المذود مع البقرة العجوز.

بكى .. وبكى .. ثم نام بجوار صديقته العجوز.

وفجأة إستيقظ كلاهما على صوت ضوضاء خافتة
إنفتحت أعينهما على مشهد عجيب.

هناك في أحد أركان المذود سيدة صغيرة جميلة بجوارها طفل رضيع مضطجع على كومة قش دافئة.

نظرت إليهما السيدة الجميلة
نظرة إعتذار عن الازعاج. 

إقترب الخروف الأعرج – إقترب في حذر فإبتسمت له السيدة الصغيرة إبتسامة بعثت فيه الإطمئنان وكأنها تأذن له بالجلوس في صحبة إبنها المحبوب .. يسوع. 

كانت لحظات هي الحياة بأكملها
فاض في قلبه ينبوع من السلام والفرح
فتهلل
وشكر
وسبح من الأعماق
وفي هذه اللحظات سمع صوتاً .. صوتاً رنّ في قلبه
لا في أذنه :

عمانوئيل .. الله معنا
معنا في وحدتنا .. يرعانا بالحب والحنان.

(منقول)

تعليقات