قدّيس اليوم : /كلارا البتول/




[ كلارا البتول ] 

ولدت سنة ١١٩١ في مدينة أسّيزي بإيطاليا مناسرة عريقة بالحسب والنسب.

وكانت والدتها مشهورة بالتقوى والفضيلة.

فأحسنت تربيتها هي وأخواتها وغذَّتهن بأجمل الفضائل المسيحية.

وإمتازت كلارا بوداعتها ورصانتها ومحبتها لذويها وللفقراء لا ترغب في الزينة والظهور، بل عكفت على الصلاة والإختلاء، ونذرت بتوليتها للمسيح.

وسمعت بشهرة القديس فرنسيس الكبير الذي أنشأ ديراً بالقرب من أسّيزي فذهبت إليه تطلب منه الإرشاد والترهّب.

فألبسها الثوب الرهباني، وأدخلها دير راهبات مار مبارك.

وكان عمرها ثمانية عشرة سنة، وبعد مدة لحقت بها أختها أغنس.

ثم سعى القديس فرنسيس ببناء دير لها، ليتم قصده بإنشاء رهبانية نسائية، فأتت أمها وأخواتها وبعض البتولات وترهبن معها وكانت رئيسة عليهنّ، تسير أمامهنّ في جميع الواجبات الرهبانية، تشدّد في حفظ القوانين التي وضعها لهنّ القدّيس فرنسيس.

وكان هو يشرف عليهنّ ويرشدهنّ بمثله وكلامه.

وفي سنة ١٢١٢.

أثبت البابا إينوشنسيوس الثالث رهبانيتها، فأخذت القديسة كلارا تمارس بوجه أخص فضيلتي التواضع والفقر، على مثال أبيها الروحي القديس فرنسيس.

فوزّعت على الفقراء حصّتها وزادت في إماتاتها وتقشّفاتها، حتى كانت تمشي دائماً حافية وتنام على الأرض من دون فراش.

وتصوم كل أيام الأسبوع إلا يوم الأحد.

وفي صومي الميلاد والأربعين تقتصر على الماء والخبز فقط.

ولا تأكل شيئاً أيام الإثنين والجمعة، وكان غذاؤها التأمل والصلاة.

وأعطيت صنع العجائب ومنها أنّها كثّرت رغيفاً وأشبعت منه جمهور ديرها وكان لا يقل عن الخمسين شخصاً.

وملأت قارورة زيت بعد أن كانت فارغة.

وردّت بصلاتها عساكر البرابرة عن ديرها، ونجّت راهباتها من أيديهم وأبرأت شخصاً من الحّمى التي كادت تميته.

وكانت متعبّدة كثيراً للقربان الأقدس تتناول والدموع ملء عينيها.

وبعد أن جاهدت الجهاد الحسن ودبّرت رهبانيتها مدة أربعين سنة رغم مرضها الدائم، رقدت بالرب سنة ١٢٥٣.

ومعنى كلارا منيرة.

صلوا من أجلي
الخوري جان بيار الخوري

تعليقات