[ لماذا يرسم الأرثوذكس إشارة الصليب من اليمين أولاً؟ ]
إن إشارة الصليب علامة يتبرك من خلالها المسيحييون بإسم الآب والإبن والروح القدس.
وتعتمد الديانات الأخرى ممارسات مشابهة مستخدمةً الرموز الجسديّة للتعبير عن إنتمائها الديني مثال اليهودية والهندوسية وغيرهما.
ومن المرجح ظهور هذه الممارسة في سنوات المسيحيّة الأولى حيث لازمت تاريخ الكنيسة حتّى يومنا هذا.
إن التقليد الذي ساد في الغرب والشائع بين الكاثوليك اللاتين هو برسم إشارة الصليب من خلال نقل أصابع اليد من الأعلى إلى الأسفل ومن ثمّ من اليسار إلى اليمين.
تضم بعض المذاهب الأصابع الخمس في إشارة إلى جراح المسيح الخمسة.
أما المسيحيون الشرقيون فيرسمون الإشارة من الأعلى إلى الأسفل ومن ثمّ من اليمين إلى اليسار.
يضمون الإبهام والسبابة والسبابة الوسطى في إشارة إلى الثالوث الواحد غير المتجزىء في حين أن البنصر والخنصر مطويان نحو داخل اليد في إشارة الى طبيعتَي المسيح الإلهيّة والبشريّة.
وترتبط هذه الحركة بحركة التبريك التي يرسمها الكهنة في الكنائس الشرقية والغربية وهي حركة موّحدة حيث يرسم الكهنة إشارة الصّليب من الأعلى إلى الأسفل ومن ثمّ من اليسار إلى اليمين.
إذًا فيما يرسم الكهنة الشرقيون والغربيون إشارة الصّليب بالطريقة عينها خلال التبركة لماذا نلاحظ هذا الإختلاف برسم إشارة الصّليب لدى المؤمنين؟
يرسم الشرقيون إشارة الصّليب وكأنها مرآة تعكس التبريك الذي يحصلون عليه من الكاهن.
أي إنهم يرددون الحركة عينها التي تقوم بها السلطة الكنسيّة.
رسم إشارة الصّليب من اليمين إلى اليسار بالنسبة لأبناء الكنائس الشّرقية هو نوع من إعتراف بأنّه لا يمكن للمرء أن يبارك نفسه حتّى وبغياب الكاهن فإن المؤمن يحصل على البركة من السّلطات العليا أي من الله.
هذا ويتمسّك المسيحيون في الشّرق برسم الصّليب من اليمين إلى اليسار حيث تعتبر الكنيسة الشرقية أن اليمين هو المقام الأفضل إذ أن الله عندما فصل الخراف عن الجداء وضع الخراف إلى يمينه والجداء إلى يساره.
من جهة أخرى يقول البابا إينوسنت الثّالث إن رسم إشارة الصّليب من اليسار إلى اليمين قد يشير إلى الإنتقال من الظلام إلى النّور ومن البؤس إلى المجد.
كلام البابا يعود إلى القرن الثّامن عشر عندما بدأت ممارسة إشارة الصّليب بهذه الطّريقة في الكنيسة الغربية.
إذ إن المؤمنين في الشّرق والغرب كانوا يمارسون إشارة الصّليب بالطّريقة نفسها أي من اليمين إلى اليسار قبيل القرن السادس عشر بحسب الموسوعة الكاثوليكية.
ويبقى شيء واحد أكيد وهو أن إشارة الصليب وبصرف النّظر عن كيفيّة رسمها هي علامة صلاة وإبتهال للثالوث الأقدس.
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}