[ أمر غريب متعلق بلوحة الرحمة الإلهيّة ]
كان من المفترض أن تعود لوحة الرحمة الإلهيّة والعبارة المكتوبة عليها “يسوع، أنا أثق بك” إلى المكان حيث تم رسمها أي إلى فيلنيوس، العاصمة الليتوانية.
وهذا ما حصل فعلاً!
لكن قصة النسخة الأصليّة لهذه اللوحة تحيط بها الأسرار فهي لم تعد وحسب إلى مسقط رأسها بل عادت كما كانت على الرغم من عقود من السفر من مكان إلى آخر.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان أوجين كازيميروسكي هو الذي رسم اللوحة في فيلنيوس (التي كانت جزءا من بولونيا) بعد حديث دار بينه وبين مرشد الأخت فوستين الروحي، الأب ميكال سوبوكو في العام ١٩٣٤.
تطلب الأمر ستة أشهر ليتمكن الفنان من إنهاء اللوحة التي رسمها بوجود وإشراف الراهبة والكاهن.
كانت الأخت فوستين تطلب تصحيحات دائمة أو مزيد من التفاصيل للوصول إلى صورة أمينة لما رأته.
أُحبطت في يوم من الأيام لعدم رؤيتها ما رأته حقاً فقالت للرب :
“من سيتمكن من رسم جمالك؟”
فأجابها فجأة :
”لا تكمن عظمة هذه اللوحة في جمال الألوان ولا في دقة الريشة بل في نعمتي”.
غيّر ذلك مسار العمل وإنتهى العمل باللوحة سريعاً.
تم تبريك اللوحة، في ٤ أبريل ١٩٣٧، وتركيزها في كنيسة القديس ميخائيل في فيلنيوس إلى جانب المذبح.
بقيت هناك مدة ١١ سنة بإشراف الأب سوبوكو.
لكن عند غزو روسيا لفيلنيوس وسيطرة الشيوعيّة، في العام ١٩٣٩، أُغلق عدد كبير من الكنائس ومنها كنيسة القديس ميخائيل التي حُوّلت إلى متحف في العام ١٩٤٨.
ومنذ ذلك الحين، لم تعرف اللوحة راحة.
إشترى عامل ليتواني البناء بما فيه اللوحة بسريّة تامة وبشكل غير قانوني وبسعر رخيص جداً.
غطّت سيدتان متعبدتان للرحمة الإلهيّة اللوحة وأخرجتاها من الكنيسة.
ويُقال أنهما إشتريتا اللوحة مقابل إعطاء الحراس فودكا ومال.
وخبأتا اللوحة لفترة من الزمن في مرآب لصونها من الخطر.
إتفقت السيدتان في العام ١٩٥١ مع رجل على نقل اللوحة إلى بولونيا دون نجاح فنقلاها إلى كنيسة الروح القدس في فيلنيوس لكن كاهن الرعيّة لم يرغب في المحافظة عليها ولا في عرضها بل فضل وضعها بين الأرشيف.
وفي العام ١٩٥٦، بدأ الأب جوزيف غرازيويش، صديق الأب سوبوكو، بالبحث عن اللوحة.
قام ببحوثه ليجد في نهاية المطاف خيطاً للوصول إليها.
وطلب الكاهن إنتقال اللوحة معه إلى بييلوروسيا – وتحديداً إلى نوا روندا- حيث سيبدأ خدمته الكهنوتيّة.
فعلّق اللوحة في الكنيسة دون الكشف عن مصدرها.
وفي العام ١٩٧٠، قررت السلطات الشيوعيّة أيضاً إغلاق الكنيسة لكن اللوحة بقيّت فيها لسبب سخيف وهو أنها كانت معلقة في مكان مرتفع جداً ولم يكن هناك سلم عند نقل الأغراض للوصول إليها.
بقيت في هذا الحي في بييلوروسيا فترة ثلاثين سنة يكرمها المؤمنون سراً حتى العام ١٩٨٦ أي تاريخ عودتها مع الأب جوزيف إلى فيلنيوس.
كان يجب إبقاء مسألة نقل اللوحة سريّة دون معرفة الشيوعيين.
وُضعت خطة : في ليلة من ليالي نوفمبر، وبدون علم أهالي نوا روندا اللذين تجمعوا للصلاة في الكنيسة المهجورة، حُضرت نسخة عن اللوحة.
وبمساعدة راهبات أم المحبة اللواتي بتن على علم بالموضوع، إنتزعت اللوحة وتم نقلها في الليلة نفسها أولاً إلى غرودنو، بلدة أخرى في بييلوروسيا وبعدها إلى كنيسة الروح القدس في فيلنيوس حيث خضعت لإعادة تأهيل وإضافة العبارة الشهيرة :
“يسوع أنا أثق بك”.
وأخيراً، تم إكتشاف أمر غريب آخر متعلق بلوحة الرحمة الإلهيّة.
فإن قارنا قماش كفن تورينو الكتان واللوحة، يبدو أن الصورتَين تتطابقَين فحجم كلّ من الوجه والجسم متطابق كالصورة وظلها.
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}