لماذا للملائكة أجنحة؟



[ لماذا للملائكة أجنحة؟ ] 

في كلّ مرّة نرى فيها ملاك على رسم أو لوحة، يُسلط الضوء فوراً على الأجنحة! فلماذا؟

من أجل فهم أسباب ذلك، علينا أن نفهم طبيعة الملاك في التقليد المسيحي.

أولاً، يعني مصطلح الملاك “مُرسل اللّه”. 

ويضع تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة إطاراً محدداً لحالة الملائكة وهو التالي :

يقول القديس أغسطينوس :

“إن الملائكة إسم يصف مهمتهم لا طبيعتهم.

أما إن كنت تبحث عن الإسم الذي يصف طبيعتهم فهو “الروح” لأن روح ما يفعلونه يجعلهم ملائكة."


إن الملائكة هم خدام اللّه ومرسليه فهم من يردّد صدى كلماته وبالتالي فإن مصطلح “الملاك” يصف بكلّ بساطة ما يفعلونه ولا من هم عليه.

إن الملائكة هم مرسلو اللّه وناقلو خطته السماويّة.

إن الملائكة هم أرواح نقيّة أي أنهم لا يمتلكون أجساد علماً أنه بإستطاعتهم أحياناً أخذ شكل بشري وذلك لكي نتمكن نحن من ملامسة وجودهم وإلا فهم غير مرأيين.

وفي القرون الأولى من المسيحيّة، لم يكن تمثيلهم في الفن الديني مختلفاً عن البشر وذلك بالإستناد إلى المعلومات القليلة المتوافرة عنهم في الإنجيل.

بدأ الفنانون، منذ القرن الرابع، يفرقون هذه المخلوقات الروحيّة عن سائر المخلوقات الأخرى.

ووُجد أوّل رسم لملاك مع جانحَين في تابوت أحد الأمراء على مقربة من إسطنبول بين العامَين ٣٧٩ و٣٩٥، ومنذ ذلك الحين، أستخدم الفنانون أجنحة معلّلين ذلك بمهمة هذه المخلوقات أي كونهم مرسلين.

ويرتبط هذا التغيير أيضاً بالرمزيّة الروحيّة للطيور فكانت الطيور في ما مضى تلعب دور المرسال والتقليد قديم منذ أيام نوح وإستمر مع الإغريق.

ولذلك، إستند الفنانون اليونان والرومان على هذا التقليد لتجسيد الملائكة، مُرسلي اللّه الحقيقيين.

إذاً وفي حين لا يتمتع الملائكة حقيقةً بأجنحة، إلاّ أن التجسيد الفني طريقة ممتازة لللتفسير عن المهمة التي أولاهم اللّه إياها.

(منقول)

تعليقات