[ تذكار المجمع المسكوني الرابع الخلكيدوني (٤٥١) ]
لمّا حرّم مجمع أفسس عام ٤٣١ هرطقة نسطور القائل أن في المسيح أقنومين، كان أوطيخا من أشدّ المعارضين له والمحامين عن وحدة الأقنوم في المسيح.
لكنه لشدة تطرفه وقع في هرطقة أخرى إذ قال: أن في المسيح طبيعة واحدة فقط متّحدة بالأقنوم الإلهيّ وأنكر الطبيعتين.
فعقد القديس فلافيانوس بطريرك القسطنطينية مجمعاً خاصاً مؤلفاً من أساقفته، ودعا إليه الأرشمندريت أوطيخا وسأله عن إعتقاده بالطبيعتين فإعترف بهذا الإعتقاد قبل الإتحاد وأنكره بعد الإتحاد.
فأخذ البطريرك والأساقفة يلاطفونه ويبرهنون له عن حقيقة وجود الطبيعتين في المسيح، كما هو الإعتقاد الكاثوليكي الصحيح، فلم بذعن لهم.
عندئذ حددوا أن المسيح إله تام.
له وللآب جوهر إلهيّ واحد كما أنه إنسان تام مساوِ لأمه العذراء بالجوهر الإنساني.
أما أوطيخا فبقي مصراً على عناده.
لذلك حرموه وحرموا كل مَن شايعَه.
فلجأ أوطيخا، بواسطة أصدقائه، إلى الملك تاودوسيوس الصغير.
فعضده هذا وأمر بعقد مجمع ترأسه ديوسقورس بطريرك الإسكندريّة وصديق أوطيخا.
فكان هذا المجمع، طبعاً، في جانب أوطيخا. وحكم مناصروه بنفي فلافيانوس بعد أن أوسعوه إهانة وضرباً، فمات في منفاه.
ولما عرف البابا بذلك تأثر جداً.
وبالإتفاق مع الملك مركيانوس أمر بعقد المجمع الخلكيدوني الشهير سنة ٤٥١ وحضره الملك بذاته.
وفيه تقرّر عزل البطريرك ديوسقوروس وشجب أوطيخا وأتباعه بعد أن تليت رسالة البابا لاون البديعة، التي بها يوضح جليّاً حقيقة الإيمان الكاثوليكي، أي وحدة الأقنوم وتمييز الطبيعتين في السيد المسيح، وفقاً لقانوني نيقية، والقسطنطينية، وأثبت الآباء تعليم البابا وعدّوه قانوناً للايمان معصوماً من الخطأ.
وصرخ جميعهم بصوت واحد :
"هذا ما نؤمن به، وهذا هو إيمان الرسل والآباء، فإن بطرس نفسه قد تكلم بفم لاون".
صلوا من أجلي
الخوري جان بيار الخوري
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}