[ هكذا تحوّل عفيف عسيران إلى المسيحية وأصبح كاهناً ]
إذا قرأ العراقي أو السوري – المسيحي الذي هجّره الداعشي من أرضه وذبح أهله ودنّس مقدّساته وصية يسوع هذه
“أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُم….”
لن يقبلها ، لا بل سيستخف بها، لأنها تدعوه أن يتنازل ولو ظاهرياً عن حق الدفاع المشروع عن نفسه، والتخلّي عن مشاعره الإنسانيّة الطبيعيّة، أو التنكّر لها.
كيف له أن يحب من إغتصب زوجته أو أخته أو إبنته أمامه؟؟
كيف له أن يقبل صورته في مخيلته وهو مبتسم؟ ألعلّ هذه الوصيّة هي مثاليّات لا تطبّق على أرض الواقع؟
إنسانياً نعم، إذ لا قدرة لأي إنسان أن يحبّ أعداءه!!!
يطلب منا يسوع أن ننتقل من الناموس البشري إلى المنطق الإلهيّ ، من شريعة الجسد المحدود، إلى النعمة غير المحدودة.
يبقى الإنسان عاجزاً عن محبة أعدائه إلا بنعمة إلهيّة تفوق قدرته، وتكمل عجزه.
لقد ملأ الخدّام الأجاجين ماءً في عرس قانا، هذا أكثر ما يمكنهم فعله، وقد حوّل الرب الماء إلى خمرة جيدة بنعمته.
ليس بإستطاعتنا محبة الأعداء، لكن إذا طلبنا هذه النعمة من الله سيعطينا إيّاها مع كل الإمكانيات اللازمة لقبولها، رغم إستحالة تنفيذها.
هذا هو جوهر المسيحية وفرادتها، لا بل هذا هو جوهر الله.
يروي المحامي رامز سلامة في شهادة له عن معلّمه وصديقه الأب عفيف عسيران :
سألتُه يومًا ما الذي جعلك تتحوّل إلى المسيحية فأجاب:
“عندما قرأتُ في الإنجيل أحبوا أعداءكم، قلتُ: “اللهُ هنا”، ولم يُضِف على ذلك شيئًا”.
لقد لخّص الأب عفيف دوافعَ وخلفياتِ إختيارِه للمسيحية في سببٍ واحد هو محبةُ الأعداء.
ويقول في إحدى الشهادات عن مثاليةِ هذه الوصية وصعوبةِ تحقيقها :
“هذا المثالُ الأعلى عند المسيح لفتَ نظري، وكنتُ أتساءل حقيقةً وأقول: إن هذا المثالَ الأعلى يقرِّبُ من الله ولكني عاجزٌ عن تحقيقِه.
ولكن المسيحَ يقولُ في إنجيلِ يوحنا :
“من آمن بي يعملُ هو أيضًا الأعمالَ التي أعملُها، بل يعملُ أعظمَ منها”
(يو ١٤/ ١٢).
ويخلص الأب عفيف إلى القول :
“كلامُ المسيحِ هذا أسمى بكثير مما أعرفُه عن الإسلام، حتّى عند المتصوّفين”.
ينصحنا القدّيس سلوان الآثوسي :
” إذا كنا عاجزين عن محبة أعدائنا وإذا كنّا بلا محبّة، فلنستدر نحو الرّب بصلوات حارّة، إلى والدته الكليّة الطهارة، ولجميع القدّيسين، والرّب سوف يساعدنا في كلّ شيء، هو الذي محبّته لنا لا تعرف الحدود”.
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}