لماذا تلبس مريم تاجاً كالملكات؟



[ لماذا تلبس مريم تاجاً كالملكات؟ ] 

عندما سارت ميغن ماركل نحو المذبح في الزفاف الملكي، كان رأسها مزيناً بتاج من الماس أقرضتها إياه الملكة إليزابيث وصُمم سنة ١٩٣٢ للملكة ماري، والدة إليزابيث.

هذا ليس سوى مثل جديد عن الصلة بين التيجان والمَلكية التي ترقى إلى بضع ألفيات في ثقافات لا تحصى.

فهمُنا الحالي للملكية صيغ على نطاق واسع من خلال تطور أوروبا في القرون الوسطى، لكن دلالة التاج أقدم بكثير.

ففي العام ١٩٦١، أعيد إكتشاف أقدم تاج معروف في العالم قرب البحر الميت، ويرقى إلى العصر النحاسي، أي إلى ما قبل ٦٠٠٠ عام.

ليست لدى التاج الذي يعتبر رمزاً للملكية أهمية علمانية فقط، لا بل أيضاً دينية.

نحن نعترف بيسوع ملكاً، ولدينا تقليد يعتبر مريم ملكة.

في الحقيقة، يشدّد الكتاب المقدس مراراً على أن يسوع متحدر من سلالة داود.

وفي مملكة داود في العهد القديم، لم تكن أقوى إمرأة على الأرض زوجة الملك، بل أمه.

لذلك، كان يشار إليها كـ “الملكة الأم”.

في ضوء هذا التقليد منذ أيام داود، نستنتج أنه إذا كان يسوع رب الكون، فإن مريم، البتول المتحدرة من أصول متواضعة، هي الملكة الأم وأقوى إمرأة على الإطلاق.

وينبع أول ذكرٍ لمريم وهي مرتدية تاجاً من “المرأة في سفر الرؤيا” :

“وظهرت آية عظيمة في السماء: إمرأة متسربلة بالشمس، والقمر تحت رجليها، وعلى رأسها إكليل من إثني عشر كوكباً”
(رؤيا ١٢، ١).

تعترف الكنيسة بأن المرأة في هذا المقطع هي الأم المباركة.

لذلك، صُورت مريم عبر القرون في رسوم كثيرة وهي ترتدي تاجاً من نجوم. وفي الكتاب المقدس، كان العدد ١٢ يُستخدَم عادة للإشارة إما إلى الرسل الإثني عشر أو إلى أسباط إسرائيل الإثني عشر.

بالتالي، تشير النجوم الإثنتي عشرة إلى أن مريم هي ملكة على شعب الله أجمع.

في الكنيسة، تطوّر عبر الزمن إستخدام مصطلح “ملكة” كأحد ألقاب مريم الرسمية.

فإستعمل القديس إفرام اللقب في السنوات الثلاثمئة.

ومن ثم، أصبحت عادة التأمل في تكليل مريم جزءاً من المسبحة في القرون الوسطى.

بعدها، مُنحت عدة ألقاب ملكية للسيدة في طلبة مريم العذراء سنة ١٥٨٧.

ومؤخراً، أضيفت ألقاب أخرى مثل سلطانة السماء سنة ١٩٥٤ (أضافه بيوس الثاني)، وملكة الكون في “نور الأمم” (١٩٦٤).

ويُحتفل بعيد ملكية مريم في التقويم الروماني في ٢٢ أغسطس. 


وفي حين أن الملكيات في العالم تقوم وتزول، وتشهد تغييراً عبر الزمن، لا تتوقف سيدتنا أبداً عن أداء دورها كالأم الملكة السامية.

هي تسهر علينا دوماً وتحمينا وتقدم لنا فيضاً من نعمة إبنها المخلّصة.

يا مريم، سلطانة السماء والأرض، صلي لأجلنا! آميـــــــن.

(منقول)

تعليقات