الصليب هو الحب


[ الصليب هو الحب ] 

الصليب هو الحب.

والحب هو الصليب.

الصليب من دون حب هو آلة بشعة للتعذيب، مع الحب أصبح أداة خلاص.

الحب من دون صليب، هو حب - حاجة، يولد متعة الحاجة، التي تزول بسرعة ويزول معها الحب بعد أن تخنقه الانانية، وتدفنه الغريزة.

أما الحب مع الصليب، إذا قدمه رجل إلى إمرأة يبقى إلى الأبد، متخطياً عثرات الحياة ببطولة جنونية، لأنه يبذل نفسه من أجلها، منطلقاً إلى الأبعد، إلى الأعمق، إلى حيث تستريح نفسه في كيان الأزل ، في كيان الله.

هذا الحب إذا قدّم لبشر يسمى”بطولة”، أما إذا قدم لله فيسمى”عبادة”.

لأن العبادة من دون حب هي عبودية مطلقة، تنحدر بالإنسان إلى مستوى الحرف الذي يقتل الروح، والشريعة التي تقيده بسلاسل تشده إلى الأرض، حيث يبقى متحالفاً مع شياطينها أبناء الظلام، الذين يهربون من النور، لئلا تُفضح أعمالهم.

أما العبادة مع “حب” فهي الصليب بحد ذاته، هنا تتحرر النفس من قيود أبناء الظلام، وتطير محلقة حتى تعانق نفوس الأبرار والصديقين، لترى معهم وجه الله، الذي لم يبخل بحبه لبني البشر، حتى أنه جاد بإبنه الوحيد لخلاصهم.

هبنا أيّها الرب الإله أن نعبدك بالروح والحق، بالضعيف والقوي، بالقريب والبعيد، بالصديق والعدو، هبنا أن نكون في العالم شهود إيمان، عمال سلام …حاملين صليبنا كل يوم  بفرح وهدوء، سائرين مع مواكب القديسين للقائك. آميـــــــن.

(منقول)

تعليقات