[ ما هي الأيقونات وكيف نصلّي خلال التأمل بها؟ ]
منذ البداية صنع المسيحيون صورًا لله والقديسين لإستخدامها أثناء الصلاة الشخصية والعامة.
كان ينظر إلى هذه الصور وكأنها وسيلة لتعزيز الصّلاة الفردية من خلال لوحة بصرية للتأمل بينما يرفع المؤمن صلواته لله.
تم رسم الأيقونات الأولى بأسلوب بيزنطي كان شائعًا في القرون الأولى للكنيسة.
على مر القرون تم الإبقاء على هذا الأسلوب وإضفاء الطابع الرسمي عليه بلغة فنية حيث كل جزء من الأيقونة أي الألوان والأرقام والملابس والحركات اليدوية والأشياء والحروف له معنى محدد.
هذه الصور هي تقليدياً أقل واقعية وأكثر رمزية.
وغالبا ما تسمى “النوافذ إلى الجنة”.
لا يريد الفنان أن يعجب المسيحي بالأيقونة كقطعة فنية جميلة بل أن يستخدمها في الصلاة ويرفع العقل والقلب إلى الله.
هذا يساعد على تفسير لماذا لا يتم توقيع الأيقونات من قبل الفنان (ويسمى أيضا “الكاتب”).
لا يريد الفنان أن يُثنى على مواهبه المساعدة في تسهيل اللقاء مع الله.
يدعم التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية ممارسة إستخدام الأيقونات أثناء الصلاة موضحًا أن الأيقونات المسيحية تعبّر في صور عن رسالة الإنجيل نفسها التي يعبّر عنها الكتاب المقدس بالكلمات.
كيفية الصلاة أثناء التأمل بالأيقونات :
في البداية إختر أيقونة ليسوع أو العذراء مريم أو أحد القديسين.
إذا أمكن قم بإضاءة شمعة أو حرق بعض البخور.
هذا يمكن أن يعزّز بشكل أكبر جو الصلاة وإشراك جميع الحواس.
ثم ببساطة تأمّل في الأيقونة.
يشرح العديد من الكتّاب الروحيين أن الصلاة بالأيقونات هي تجربة حسّية حيث ننظر إلى السماء ونسمح لله أن يلمس قلبنا.
من المهم أن تنظر ببساطة إلى الأيقونة وتلاحظ التفاصيل والألوان المختلفة.
غالباً ما يطلق على الأيقونة إسم “لاهوت الألوان” ويمكن أن تعلمنا هذه الأيقونات بألوانها الكثير عن الإيمان المسيحي.
كل شيء في الأيقونة رمزي ويشير إلى بعض الحقائق الروحية عن الله.
إذا كان موضوع الأيقونة هو قديس يحرص رسّامها على إبراز عناصر تعكس الخصائص أو الأحداث التي ساهمت في قداسة الشخص.
خلفية الذهب هي تذكير بوجود الله ونوره.
إنها دعوة للتواجد في حضرته والإرتقاء إلى عالم الجمال الروحي.
الإصغاء جزء مهم من الصلاة بالأيقونات حيث نصغي إلى كلمة الله.
إنه يعزّز حقيقة أن الصلاة هي في الأساس محادثة نعمق من خلالها حبنا لله.
عند النظر إلى الأيقونة إبق صامتًا وتأمّل في ما تراه عيناك.
لاحظ أعين القديسين في الأيقونة.
غالبًا ما تنظر العيون إلينا.
دع عيون يسوع ومريم أو أحد القديسين تخترق روحك.
ما الذي يحاولون قوله لك؟
في البداية حاول التأمل بالأيقونة لعشر دقائق أو ١٥ دقيقة.
يتطلب هذا النوع من الصلاة قلبًا تأمليًا يأخذ إستراحة من المجتمع الذي نعيش فيه والذي تتسارع أحداثه.
بعد مرور الوقت الكافي أشكر الله على فرصة أن تكون معه وإحفظ الأيقونة في مكان مناسب.
يمكن أن تكون الصلاة بالأيقونات تجربة جميلة ويمكن تكرارها كل يوم.
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}