[ لَقَدِ ٱقْتَرَبَ مِنْكُم مَلَكُوتُ الله ]
ملكوت الله هو ملكوت الحب.
نقترب منه عندما نقترب من الحب.
والحب هو بذلٌ مستمر للنفس في سبيل الآخرين..
قد يسأل البعض أين المنطق في “بذل النفس”؟ لا بل أين المنطق في هذا الحب؟ وماذا ينفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ لا منطق في الحب، لا بل كل ما في الحب هو عكس المنطق.
الربح فيه خسارة والخسارة ربح..
لو كانت الأم تدرس “الجدوى” المنطقية من الولادة والتربية وما يرافقها من آلام وتحمل مسؤوليات لما خاضت غمارها !!
لو أن الوالد يحسب تعبه والجهد والوقت الذي يصرفه في سبيل تربية أولاده لما أقدم على الزواج !! لو أنه فكر بالنتيجة التي قد يجنيها من التربية والتعليم وتحمل المصاريف اليومية، خصوصاً وأن الأولاد قد يتآمرون عليه وينبذوه لما أقدم على الإنجاب !! لو كان الحب يخضع للمنطق العلمي فقط لشهدنا نهاية الحياة منذ قرون طويلة..
لا أحد يفهم تلك الأمور سوى من إختبر الحب في صميمه.. من يستطيع تهدئة أم ملهوفة على ولدها الذي سقط جريحاً على الأرض بينما كان يلهو بالقرب منها؟ ألا تهرع إليه مباشرة وتضمه إلى قلبها وتسرع به إلى أقرب مستشفى لإيقاف نزيف دمه؟ هل تتوقف لحظة لتحسب ما في جيبها من مال؟ أو لتنظر إلى ثيابها أو حذائها أو تسريحة شعرها؟ حتماً ستدفعها أمومتها إلى الإسراع فقط دون إحتساب أي شيء سوى إنقاذه ولو كانت ذئاب الأرض تهدّد حياتها !!!
لا منطق في حمل الصليب لأن “الزهد بالنفس” هو حب والحب ليس نظرية علمية أو عقيدة فلسفية جامدة بل إلتزام وتضامن كلي مع “الرب ” في سبيل تحقيق العدالة والسلام وإنتصار الحق..”‘
وأنت اليوم تكون مساهماً في بناء ملكوت الله عندما تفتقد “المنقطعين” وتجبر منكسري الخاطر.. عندما تطعم من ذاتك الذئاب البشرية الجائعة إلى الحب فتتحول “الذئاب إلى حملان”، وتطفىء “الشراسة باللطف” والفجور بالطهارة، والكفر بالإيمان ، والشك بالرجاء، والحقد بالحب… وتستمر بذلك مبشرا “بالنعمة” حتى يرعى “الذئب مع الحمل” (أشعيا ٦٥ / ٢٧)..
طبعاً لن تخاف أن تكون حملاً بين الذئاب فالذي أرسلك يقدم لك العناية والرعاية.
”لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاك، ويقتادك إلى ينابيع ماء حيَّة، ويمسح الله كل دمعة من عيونك”
(رؤ ٧/ ١٧).
(منقول)
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}