[ القديس بابيلا ]
جلس هذا القديس بطريركاً على كرسي أنطاكية سنة ٢٣٧، خلفاً للبطريرك زابيتوس وهو البطريرك الثاني عشر من بعد بطرس الرسول وكان راعياً غيوراً مزيناً بالقداسة وبوجه أخص بالجرأة والحزم، لا يهاب أحداً في ما يختص بالله، وببيت الله، كما يظهر من القصة التي رواها المؤرخ الشهير أوسابيوس.
قال : إن الإمبراطور فيلبوس المسيحي، بعد أن جلس على العرش، خلفاً لفرديانوس أقدم على قتل ابنٍ لسلفهِ هذا، وجاء إلى أنطاكية ومعه أركان حربه وأراد أن يحضر القداس الذي يقيمه البطريرك بابيلا يوم عيد القيامة.
وكان البطريرك عالماً بما أتاه الإمبراطور من الظلم، فخرج إليه ومنعه من الدخول إلى الكنيسة، قبل أن يكفِّر عن إثمه ويطهر يديه المخضبتين بالدم الزكي.
فتهيّبه الإمبراطور وأذعن لأمره وبقي على الباب مع سائر التائبين.
فأكبر المؤمنون جرأة البطريرك، كما إتعظوا بخضوع الإمبراطور وتوبته، وإستراحت الكنيسة في أيامه من الإضطهاد، وإرتدّ كثيرون من الوثنيين إلى الإيمان بالمسيح.
غير أنه في أواخر سنة ٢٥٠، تسلم الملك داكيوس قيصر، فأثار الإضطهاد على المسيحيين ولا سيما على رؤسائهم وكان أولهم البطريرك بابيلا فأمر الملك بالقبض عليه فقيدوه بالسلاسل وطرحوه في السجن مع ثلاثة فتيان من تلاميذه.
وما لبث هذا البطريرك القديس أن مات شهيداً في السجن سنة ٢٥٠.
وكان قد أوصى أن توضع معه السلاسل التي قيدوه بها.
وإنتشرت شفاعة القديس بابيلا في الشرق والغرب.
وأقيمت على إسمه كنائس عديدة.
وكان الجميع معجبين بجرأته وقداسته.
صلوا من أجلي
الخوري جان بيار الخوري
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}