هذه الأمور الأربعة تؤكّد إستجابة الله لصلواتكم



[ هذه الأمور الأربعة تؤكّد إستجابة الله لصلواتكم ] 

يختبر كل مصلٍّ الإحباط عندما لا تستجاب صلاته.

لكن يسوع يقول في متى ٧: ٨، ٩ :

“إسألوا تعطوا، أطلبوا تجدوا، إقرعوا يُفتح لكم. لأن كل من يسأل ينل، ومن يطلب يجد، ومن يقرع يُفتح له”.


إذاً، كيف تُفسَّر ظاهرة الصلاة غير المُستجابة؟ بحسب القديس توما الأكويني، قد لا ننال ما نطلبه إذا كنا نطلب الشيء الخاطئ أم إذا كنا نطلب أمراً جيداً وإنما بطريقة خاطئة.

في كتاب “الخلاصة اللاهوتية”، يشدد الأكويني على أربعة شروط لا بد أن “تجتمع” لضمان الإستجابة لإبتهالاتنا.


١. يجب أن يكون الإبتهال ضرورياً لخلاصنا :

إذا كان الإبتهال غير “مفيد لسعادتنا”، فنحن لا نستحقه، بحسب الأكويني.

إذاً، بالإقتداء بالأكويني، ربما ينبغي علينا أن نصلي لإحتياجاتنا اليومية بطريقة تكون فيها منظمة من أجل خلاصنا.

على سبيل المثال، إسألوا الله أن يعطيكم نعمة المثابرة لإحتمال شدائدكم أياً تكن.

هذا لا يعني طبعاً أنه ينبغي ألا نطلب المساعدة في إحتياجاتنا المادية، ولكن لا يمكن أن نكون واثقين أن هذه الطلبات ستُستجاب.

في هذا الصدد، يستشهد الأكويني بالقديس أغسطينوس :

“من يصلي لله بأمانة من أجل ضروريات هذه الحياة، يُسمَع برحمة ولا يُسمع برحمة في آن معاً. لأن الطبيب يعرف أكثر من المريض ما هو جيد للمرض”.

فكما يقول يسوع في متى ٧، يعرف أبونا السماوي ما هو الأفضل لنا.

إذاً، عندما نصلي لإحتياجاتنا الزمنية، لا بد أن نشدد على الثقة بالله بدلاً من توقّع نتيجة محددة.

٢.   يجب أن يكون الإبتهال من أجلنا :

رغم إستيفاء الشرط الأول، قد لا تُستجاب صلاتكم إذا كانت عن نية شخص آخر.

والسبب بحسب الأكويني هو أننا لا نستحق بمفردنا من دون مساعدة أحد الخلاص لشخص آخر (خلّص نفسك ليخلص الآخرون).

هذا لا يعني أنه يجب ألا نصلي للآخرين، وإنما أن هذه الصلوات لا تُستجاب دوماً.

الأكويني بذاته يشجعنا على الصلاة عن نية الآخرين.


٣.   لنصلِّ بورع :

في الخلاصة، يعرّف الأكويني عن التقوى كتكريم الله وعبادته.

بالتالي، يجب أن نصلي بطريقة محترمة وموقّرة.

الأكثر من ذلك، يحثنا الأكويني على القيام بأعمال صالحة فننال ما نطلبه.

فالأعمال الصالحة، بحسب الأكويني، جزء من التقوى.


٤. لنواظب على الصلاة :

يتمثل آخر سبب لعدم نيلنا ما طلبناه في توقفنا عن الطلب بحسب الأكويني.

وربما يكون الله قد قرر الإستجابة للطلب في وقت لاحق.

مجدداً، يستشهد الأكويني بأغسطينوس :

“بعض الأمور لا تُرفَض، لكنها تُؤجَّل إلى أن تُعطى في وقت مناسب”.

عندما تجتمع الشروط الأربعة التي ذكرناها، ننال دوماً ما نطلبه.

بالإضافة إلى ذلك، يعدّد الأكويني شروطاً أخرى ضرورية لتلاوة صلاة صادقة.

يبدأ بالفعالية لأن الصلاة تترك أثراً بطريقتين، بحسب غايتها وطريقة السعي إلى هذه الغاية.

ويضيف أن الصلاة فعالة لأنها أحد أشكال طلب أمور من الله بنعمته المقدِّسة.

وهناك فضائل أخرى نحتاج إليها لكي تكون الصلاة فعالة وهي الإيمان والتواضع والتفاني.


ختاماً، إنتبهوا لصلواتكم ولما تطلبونه!

(منقول)

تعليقات