[ هل هناك يد خفيّة تعادي الكنيسة تدعم الحراك في لبنان؟ ]
هل صحيح أنّ هناك مجموعات تحضّر لتشريع الإجهاض والمثليّة وضرب الدين؟
كثر الحديث خلال الآونة الأخيرة عن أيادٍ خفيّة تحرّك “الثورة” في لبنان، وأنّ مراكز أبحاث أميركية وماسونية قامت بتحضير مجموعات شبابية في لبنان ودرّبتها على تغيير “الأنظمة”.
إتصل بي أحد الكهنة يسألني عن رأيي في الموضوع، وهل هناك خطة خفيّة لإيصال فكر معيّن إلى السلطة لتشريع الإجهاض وزواج المثليّين وضرب الكنيسة؟
لن أدخل في السياسة هنا، لا شأن لـ "خدّام الرب" بالموضوع، ولكن الأمور بحاجة إلى تمييز كبير، وفي بلد كـ لبنان ليس من السهل إطلاقاً تغيير نهج ديني بـ “شخطة قلم”، ولا يستهين أحد بإيمان الشعب وتعلّقه بلبنان الرسالة.
لا شكّ أنّ في الحراك مجموعات ليبرالية تريد إيصال صوتها، ولكن لا أعتقد أنّ أهل طرابلس سيتركون دينهم ليسيروا في نهج إلحادي، ولا أعتقد أيضاً أنّ الشعب المسيحي المتظاهر سيترك المسبحة والصليب ليلتحق بثورة إلحادية تناصر الإجهاض وزواج المثليين مثلاً!
لا شكّ أنّ في لبنان لاعبين كبار، دول، أجهزة مخابرات، وهناك مجموعات تريد إستعمال الثورات لإيصال أفكارها، ولكن هل بهذه السهولة يمكن تغيير الأمور؟
يقع لبنان في محيط ديني بإمتياز، يهودي وإسلامي، حتى تركيا العلمانية بدأت تتجه مع أردوغان إلى التعصّب الديني، ولهذا، لا يمكن أن نضع لبنان خارج محيطه، ومهما تغيّر وجه “النظام” في لبنان، سيبقى لبنان بلد التعايش المسيحي – الإسلامي.
غالباً ما تحرّك نظريّة المؤامرة الشعوب العربية، يخافون من التغيير، يفضلّون البقاء على القديم لأنهم لم يقرأوا حركة التاريخ، وحتى الديمقراطية التي حاول الأميركيون إدخالها إلى الشرق لم تنجح، لأنّ الشعوب العربية بغالبيتها غير جاهزة لتقبّل فكرة المداورة في السلطة ورفض الديكتاتورية.
في هذا الحراك الشعبي في لبنان، نرى الكنيسة سباقة في إحتضان الشارع المسيحي، ونرى العديد من رجال الدين المسيحيين يحاولون نبذ الأحقاد وتوجيه المؤمنين نحو الصلاة، وبكركي خصصت محطة صلاة يومية من أجل لبنان.
على السياسيين في لبنان الجلوس مع الشعب والحوار حول "أي لبنان” يريدون، ومبدأ الحوار طالب به الإرشاد الرسولي والبابا فرنسيس منذ أيام قليلة.
لا شك أنّ الأمور السياسية لا تبشّر بالخير، ولكن لا خوف على لبنان من مشاريع إلحادية “شيطانية” كما سماها البعض، البعض يستعملون هذه الافكار لضرب حراك شعبي مسالم، ومنهم يستعمل الحراك لربما بإمكانه فرض أفكاره الليبرالية التي هي أخطر بكثير من سرقة السياسيين للشعب وتجويعه.
لا تخافوا، الشعب على ثقة انّ الافكار المعارضة للحياة، لا يمكن أن تنجح في لبنان، حتى لو إفترضنا أن هناك من يموّل ويحرّك.
(منقول)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}