هل يتألّم الناس في السماء إذا كان لهم أحباء في جهنم؟



[ هل يتألّم الناس في السماء إذا كان لهم أحباء في جهنم؟ ] 

عن هذا السؤال، أجاب جاكومو كانوبيو، أستاذ اللاهوت المنهجي في كليّة اللاهوت في شمال إيطاليا قائلاً :

“السؤال يفترض أن العلاقات بعد الموت مشابهة لتلك القائمة في حياتنا الراهنة.

وتفكيرنا على هذا النحو محتوم لأنها الطريقة الوحيدة التي نعرفها لكوننا لم نختبر الحياة بعد الموت، ولأن قصص المدّعين بأنهم بلغوا عتبة السماء ومن ثم عادوا إلى هذا العالم لا أساس لها من الصحة.

العلاقات العاطفية هي ركائز الوجود البشري وهي تحمل معها الفرح أو المعاناة، وفقاً لطريقة سرور أحبائنا أو ألمهم”.

أضاف كانوبيو أن السؤال يفترض أيضاً أن هناك أشخاصاً في جهنم قائلاً أن هناك من نشر خلال السنوات الأخيرة فكرة فراغ جهنم لأن الله الذي يحب أبناءه لم يستطع تحمل رؤيتهم يتألمون إلى الأبد.

هنا، أوضح أن لا أحد يستطيع أن يجزم إذا كانت جهنم فارغة أم مليئة.

فالكنيسة تستطيع مثلاً أن تعلن قديساً، لكنها لا تقدر أن تُعلن إذا كان شخص ما ملعوناً.

وإذا افترضنا أنني أنا في الفردوس، وأحد أحبائي في الجحيم، كيف لي أن أكون سعيداً رغم علمي بأنه يتألم بشدة؟ كيف لله أن ينعم بالغبطة إذا كان بعض أبنائه الذين بذل يسوع المسيح حياته لأجلهم لا يشاركون في الغبطة المعدة لهم؟! يجب أن نفهم أن العلاقات العاطفية مهمة، لكن مصدر الغبطة يكمن في علاقتنا مع الله.

على سبيل المثال، هل يغيب الفرح عن حفل زفاف لأن شخصاً مقرباً من الزوجين يرقد في المستشفى؟

الأكثر من ذلك، بحسب اللاهوتي، هو أن الملعونين معزولون عن كل علاقة عاطفية لأن قرارهم ببناء حياتهم من دون قبول علاقة محبة مع الله يحرمهم من كل علاقة أخرى، ومن علاقتهم مع أحبائهم في الفردوس.

ولو بقيت هذه العلاقات، لما كانوا حُرموا من التعزية، ولما كانوا في جهنم.

ختاماً، هل تقدر الأنفس في الفردوس أن تختبر العواطف؟ يقول اللاهوتي أن الشعور الوحيد في الفردوس هو الشعور بالإمتلاء والرضا لأن الناس يكونون قد بلغوا هدفهم المنشود.

(منقول)


{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات