البضائع بدأت تنفد من المتاجر… والشعب يقول: "لا ثقة"


[ البضائع بدأت تنفد من المتاجر… والشعب يقول: "لا ثقة" ] 

“ولن نرضى بسلطة مسرطنة بالفساد”!

وفي اليوم السابع…لم يسترح الشعب…

ما زال الشارع اللبناني مشتعلاً بالمتظاهرين المطالبين بتغيير النظام وإسقاط الحكومة.

الشعب الثائر لن يهدأ قبل أن يتغيّر الطقم الحاكم لأنه فقد الثقة به ويريد أن يعطي ثقته بحكام جدد يضعون مصلحته في المرتبة الأولى.

ستة أيام من التظاهرات والإقفال : معظم الطرقات مقطوعة، المدارس والجامعات أقفلت أبوابها، والمصارف والمحال التجارية مقفلة… فقط بعض محلات السوبر ماركت فتحت أبوابها إلا أن العديد منها نفدت منها أنواع معينة من البضائع بسبب تعذّر تسليمها.

إفترش المتظاهرون الساحات لأيام، لأنهم سئموا من الوجوه التي إعتادوا على كذبها، لكنهم لم يعودوا قادرين على إحتمال نصبها الدائم، وإنتقالها من صفقة إلى أخرى، بكل وقاحة “ع عينك يا تاجر”.

وإذا برئيس الحكومة سعد الحريري يطلّ بعد إنتهاء مهلة ٧٢ ساعة مطلقاً سلّة من الإصلاحات وأبرزها : إقرار مشروع موازنة ٢٠٢٠ بنسبة عجز تبلغ  ٠.٦٣ ٪ وخفض ٥٠ ٪ من رواتب الوزراء والنواب وإعداد مشروع قانون إستعادة الأموال المنهوبة وتركيب “سكانر” على المعابر وتشديد العقوبات على المهربين وإلغاء وزارة الإعلام وعدد من المؤسسات غير الضرورية حالاً وتسريع تلزيم معامل الكهرباء.

وبعد كلمة الحريري الذي أكد فيها أن مطالب الناس محقّة، وأنه لن يسمح لأحد بتهديد الشباب والشابات المتظاهرين، مشدداً على أن “صوتهم مسموع” و قائلاً :

“اذا كان مطلبكم إنتخابات مبكرة ليصل صوتكم، فأنا معكم.

أنتم أعدتم الهوية اللبنانية إلى مكانها الصحيح خارج أي قيد طائفي”

كيف كانت ردّة فعل المحتجين؟

إن هذه الوعود والكلمات المفعمة بـ”الغزل” الشعبي لم تعد تؤثر بالشعب اللبناني الذي إكتفى من تجرّع كأس الأزمات، فلم يبرح المعتصمون الساحات في معظم المناطق ولاسيما ساحة الشهداء ورياض الصلح وطرابلس وجونيه وجل الديب والزوق وصور وصيدا وسواها…

واليوم أيضاً لا مدارس ولا جامعات ولا مصارف… إقفال تام… وتجدر الإشارة إلى أن نقابات عديدة (الممرضات والممرضين، المستشفيات، الصيادلة) ناشدت المتظاهرين تسهيل المرور من أجل القيام بواجباتها تجاه المرضى مشددة على ضرورة الحفاظ على صحة المواطنين.

إلى ذلك، قامت المطاحن بتسليم الطحين إلى الأفران والمخابز وتمكن بعض هذه الشاحنات من الوصول إلى المناطق المحددة لها والبعض الآخر لم يتمكن من ذلك بسبب العوائق التي وضعها المتظاهرون على الطرقات.

في هذا الوقت، دعت نقابة أصحاب محطات المحروقات المتظاهرين إلى فتح الطرق أمام صهاريج المحروقات لتموين المحطات بما يلزم من المشتقات النفطية لافتة إلى أن آخر مهلة يمكن التساهل بشأنها هي صباح غد لما فيه مصلحة المواطنين.

ولوحظ أن إرسال شبكتي touch وalfa  كان شبه منقطع في ساحة النور في طرابلس، في حين طالب المحتجون بتقوية محطات الإرسال…

هذا وتعذر الحصول على بطاقات تعبئة الهواتف الذكية في العديد من المناطق بسبب عدم تسليم البضائع إثر إقفال الطرقات…



إجتماع طارئ في بكركي

وفي ظل الأوضاع الصعبة، لا تقف الكنيسة مكتوفة اليدين، فقد دعا البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى إجتماع طارىء لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان بمشاركة البطاركة الأورثوذكس يُعقد في الصرح البطريركي في بكركي الأربعاء المقبل في ٢٣ من الشهر الحالي للبحث في الأوضاع المأساوية التي آلت إليها البلاد في ضوء التظاهرات الشعبية ومطالبها المحقة وإثر صدور مقررات إجتماع مجلس الوزراء في قصر بعبدا.


كيف تبدو الصورة حتى الساعة؟

إن الشعب الذي قال كلمته في الشارع، لن يبرح الساحات قبل أن يستعيد حقوقه ويعيد بهاء الصورة إلى كرامة شوّهها الإذعان إلى سياسات شابتها الصفقات والمحسوبيات وكل أنواع الهدر والفساد…

(منقول)


{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات