[ العودة إلى الذات ]
ثار فلاح على صديقه وقذفه بكلمة جارحة ، وإذ عاد إلى منزله هدأت أعصابه وبدأ يفكر بإتزان :
"كيف خرجت هذه الكلمة من فمي ؟! أقوم وأعتذر لصديقي".
بالفعل عاد الفلاح إلى صديقه ، وفي خجل شديد قال له :
"أسف فقد خرجت هذه الكلمة عفواً مني، أغفر لي!".
قبل الصديق إعتذاره ، لكن عاد الفلاح ونفسه مُرة ، كيف تخرج مثل هذه الكلمة من فمه ، وإذ لم يسترح قلبه لما فعله إلتقي بكاهن القرية وإعترف بما إرتكبه ، قائلاً له :
"أريد يا أبي أن تستريح نفسي ، فإني غير مصدق أن هذه الكلمة خرجت من فمي!".
قال له أبوه الروحي :
"إن أردت أن تستريح إملأ جعبتك بريش الطيور ، وأعبر على كل بيوت القرية ، وضع ريشة أمام كل منزل".
في طاعة كاملة نفذ الفلاح ما قيل له ، ثم عاد إلى أبيه الروحي متهلّلاً ، فقد أطاع!
قال له الأب الكاهن :
"إذهب إجمع الريش من أمام الأبواب".
عاد الفلاح ليجمع الريش فوجد الرياح قد حملت الريش ، ولم يجد إلا القليل جداً أمام الأبواب ، فعاد حزينا ...
عندئذ قال له الأب الكاهن :
"كل كلمة تنطق بها أشبه بريشه تضعها أمام بيت أخيك.
ما أسهل أن تفعل هذا ؟! لكن ما أصعب أن ترد الكلمات إلى فمك لتحسب نفسك كأنك لم تنطق بها ! و لهذا في كل صباح نرفع قلوبنا لله يا ولدي و نصرخ مع المرتل :
"ضع يا رب حافظا لفمي ، وباباً حصينا لشفتي "
"صن لسانك عن الشر وشفتيك عن التكلم بالغش"
(مزمور ٣٤: ١٣)
والله معك...
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}