قدّيس اليوم :/القدّيس الرسول متّى الإنجيلي/



[ القدّيس الرسول متّى الإنجيلي ] 

كان القدّيس الرسول متّى أول من كتب بين الإنجيليين.

وضع إنجيله باللغة الآرامية، وقد أصبحت لغة يهود فلسطين، منذ الفتح البابلي.

ثم نقل منذ العهد الرسولي إلى اللغة اليونانية، لغة العالم اليوناني الروماني، وكانت قد عمّت العالم المتحضر كله على أثر فتوحات الإسكندر في القرن الرابع قبل المسيح.

والكنيسة التي أَقرّت بسلطتها قانونية كتب العهد الجديد، ومنحتها بهذا الإقرار صفة التعبير الرسمي عن كرازتها، أقرت قانونية هذه الترجمة وإعتبرتها صورة أمينة ، في جوهرها، للإنجيل كما كتبه الإنجيلي متى في الأصل الآرامي.

فأضحت هذه الترجمة، بعد ضياع الأصل ، النص الرسمي في الكنيسة لإنجيل القدّيس متى.

ميزة إنجيل القدّيس متى هي طابعه اليهودي الفلسطيني شكلاً وموضوعاً.

ولا عجب، فقرّاؤه يهود فلسطينيون قد إنتحلوا الإيمان بالمسيح، ولا تزال عقليتهم على ما كانت عليه : محدودة الآفاق كثيراً، غذاؤها كتب الأنبياء ومواعيدهم والشريعة الموسوية والتقاليد الفرّيسية الموروثة عن الأجداد.

ولذا يسلك القدّيس متى السبيل الأكثر قرباً إليهم، أي الشريعة والأنبياء، فيـبيّن أن رسالة يسوع ليست إلا كمال الناموس والأنبياء ، وأن يسوع إنما هو المسيح الذي سبق الله ووعد به على لسان الأنبياء شعبه المختار.

وكرازته تنحصر في فكرة ملكوت السماوات كما سبق الأنبياء وتنبأوا عنه ووصفوه.

وذلك ما جعل يستهلّ إنجيله بسلسلة أنساب تصل يسوع المسيح بداود وإبراهيم، وتبـيّن بنوّته لهما.

ولا تفوته فرصة إلا ويذكر فيها تحقيق هذه أو تلك من النبؤات في شخص يسوع وحياته.

وأي برهان يعادل البرهان النبوي نفوذاً وعمق وقعٍ في نفس اليهودي؟ كذلك أي صبغة أو نكهة يهودية فلسطينية في بعض تعابير خاصة به دون سواه؟ ولما كان الفريسيون أعداء يسوع الألداء مدة رسالته الأرضية، وكان تأثيرهم لا يزال قوياً في اليهودية بعد صعوده إلى السماء، عكف الإنجيلي على أن يحذّر منهم المؤمنين بالمسيح.

وينتهز لذلك كل سانحة في حياة يسوع في فلسطين وخارجها عنها.

فهو الينبوع الذي يرده الكتّاب المسيحيون الأولى والآباء أكثر من سواه شرحاً وإقتباسَ نصوص.

وليس في الأمر ما يدعو إلى الدهش.

فمتّى، موظف الضرائب الدقيق في كفرناحوم، هو الشاهد العيان لما يكتب، وهو تلميذ المعلّم منذ الأيام الأولى ، وإنجيله أكثر الأناجيل الثلاثة الأوَّلين سرداً لأقوال يسوع، تبلغ نسبتها فيه حد الثلاثة الأرباع، نقرأها كما تساقطت من شفتي المعلم الإلهيّ معنى ومبتى ونَفَساً.

أما رمزه فوجه الإنسان ، وهو أول الحيوانات الرمزية التي رآها حزقيال النبيّ (١:١٠)، لأنه يستهل إنجيله بنسب يسوع بحسب الجسد.


أَيُّها الرَّسولُ القِدِّيسُ متَّى الإنجيليّ.
إِشْفَعْ إِلى اللهِ الرَّحيم.
أَن يَهَبَ غُفرانَ الزَلاَّتِ لنفُوْسِنا. آمــــــــــــين.

صلوا من أجلي
الخوري جان بيار الخوري


{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات