قدّيس اليوم :/القدّيسة بربارة الشهيدة (٢٣٥)/



[ القدّيسة بربارة الشهيدة (٢٣٥) ] 


وُلدت القدّيسة بربارة في بعلبك.

كان أبوها ديوسقورُس غنيٌّا ووثنيٌّا متعصّبًا.

فأَحسن تربيتها بالعلوم والآداب.

وإستقدم لها أشهر المعلّمين ومن بينهم فالنتيانُس الذي أخذ يشرح لها أسرار الديانة المسيحيّة.

شعر والدها بميلها إلى الإيمان المسيحيّ فسجنها في برجٍ حصين، وأقام من حولها تماثيل الأصنام لتعبدها.

أمّا هي فظلّت تتلقّى التعاليم المسيحيّة من خلف الجدران على يد فالنتيانُس.

وراحت تمارس الصلاة والصوم والتأمّل.

ثمّ طلبت من خدّامها أن يحطّموا التماثيل الموضوعة في البرج.

علم أبوها بالأمر فغضب وأوسعها شتمًا وضربًا وألقى بها في قبو مظلم.

وفي اليوم التالي، إستحضرها أمام الوالي مركيانُس علّها تخاف وتعود إلى عبادة الآلهة.

فأمر بجلدها، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهي صابرة صامتة مسلّمة أمرها للّه.

وفي الليل ظهر المسيح لها وشفى جراحها.

وفي صباح اليوم التالي، إستقدمها الوالي ورآها معافاة فقال لها :

«إنّ الآلهة شفقت عليك وشفتك».

فأجابته :

«هو المسيح يسوع الذي شفاني، وهو سيّد الحياة والموت».

فأمر بجلدها ثانية ثمّ بقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة سنة ٢٣٥.

ثبّت يا ربّ حبّك فينا، فنحبَّ إخوتنا، ونخدم ونُسامحَ، حبٌّا لكَ، أنت الحبّ والحياة. آمــــــــــــين.



وفيه أيضاً :

البار يوحنّا الدمشقي

ولد القدّيس يوحنا الدمشقي في دمشق، سليل أُسرة عريقة في الشرف.

وكان أبوه سرجيوس إبن المنصور من كبار موظفي البلاط الأموي في عهد الخليفة عبد الملك (٦٨٥-٧٠٥).

حرص أبوه على أن تكونه له ثقافة عميقة في الدين والدنيا.

وإذ كان كل شيئ يبتسم له، وهد في الغنى الوالدي، وغادر موطنه وأسرته، وإنتحل الحياة الرهبانية في دير القدّيس سابا بالقرب من القدس، ومعه القدّيس قزما الذي أضحى في ما بعد أسقفاً على مايوما.

ولقد عكف الإثنان في الدير على نظم الأناشيد والقوانين إكراماً للكلمة ووالدة الإله والقديسين، فكانا "قيثارة الروح".

رقّاه يوحنا بطريرك أورشليم (٧٠٦-٧٣٤) إلى درجة الكهنوت.

وحارب في إندفاع الأبطال ضلال محطّمي الأيقونات، وخلّف مؤلفات كثيرة في اللاهوت، وهو أوّل من نسّق هذا العلم على الطريقة المدرسية الشاملة جميع نواحيه.

وهذه الآثار كانت ولا تزال الينبوع الغزير الذي يروي الجميع، وكان لها النصيب الأوفر في تكوين الفكر اللاهوتي لدى ملافنة العصور الوسطى، كتوما الأكويني والبرتوس الكبير وغيرهما.

وإنتقل إلى الحياة الأبدية في دير القدّيس سابا، وقد طعن في السن، وذلك، على الأرجح ، في ٤ كانون الأول سنة ٧٤٩.

ولا يزال قبره إلى اليوم يؤمّه الزوَّار في الدير المذكور.

وقد أعلنه البابا لاون الثالث عشر "ملفان الكنيسة الجامعة".

وهناك أسطورة يذكرها كاتب سيرته في القرن العاشر، يوحنا يطريرك أورشليم ، تفيد أن الهراطقة محطّمي الأيقونات قطعوا يده إنتقاماً، الاَّ أن العذراء والدة الاله ردّتها إليه.

صلوا من أجلي
الخوري جان بيار الخوري



{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات