قدّيس اليوم :/ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بحسب الجسد/



[ ميلاد ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بحسب الجسد ] 


في سنة ٥٥٠٨ منذ خلق العالم، إذ خلق الله في البدء السماوات والأرض، وفي سنة ٢٩٥٨ بعد الطوفان، وفي سنة ٢٠١٥ من مولد إبراهيم الخليل، وفي سنة ١٥١٠ لخروج إسرائيل من مصر، وفي سنة ١٠٣٢ لتنصيب داود النبي ملكاً، وفي " الأسبوع" الستين من نبؤه دانيال النبي، وفي السنة الثانية والأربعين من ملك أغسطس قيصر، وفي السنة الثالثة والثلاثين من ملك هيرودس، إذ خرج الصولجان من يهوذا على ما تنبأ به يعقوب أبو الآباء، وإذ كان العالم كله في سلام، حسن لدى الله أن يرسل ابنه الوحيد وكلمته الأولية إلى العالم، لكي يصير انساناً، ويعلّمنا حبّ الله لنا، ويتألّم ويموت ويقوم من أجل خلاصنا.

فولد الرب يسوع في مغارة حقيرة من قرية بيت لحم، ولم يعلم به، ما خلا والدته الكلية القداسة ويوسف خطيبها، سوى رعاة مساكين بشّرهم الملائكة بالأعجوبة الفائقة على كل الأعاجيب، إذ ظهروا لهم وانشدوا :

"المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرّة ".

ثم جاء مجوس من الشرق، يقودهم نجم من السماء، فاهتدوا إلى حيث ولد الطفل الإلهي، وسجدوا له وفتحوا كنوزهم وقدّموا له هدايا من ذهب ولبان ومرّ.

فللإله المتجسد، للطفل الإلهي الرضيع، الذي اتخذ مسكنتنا، وأصبح واحداً لكي يؤلهنا، وتصرّف فيما بيننا معلماً ايانا طرق الخلاص، واحبّنا حتى بذل نفسه عنّا، المجد والعزّة والإكرام إلى دهر الداهرين.

آمين إنَّ ذكرى ميلادا الربّ يسوع، نراها في الكنيسة الشرقية وفي الكنيسة الرومانية منذ أوائل القرن الرابع.

إلا إنها كانت بادئ بدءٍ إحدى الذكريات التي جمعتها الكنيسة وعيّدت لها معاً في ٦ كانون الثاني في عيد شامل دعته " عيد الظهور الإلهي"، إي ظهور المسيح الإله و إعتلانه للعالم، أولاً في ميلاده وسجود المجوس له، ثم في معموديته في الأردن وما رافقتها من إعتلان الآب والإبن والروح، وتبعها من كرازة وفداء، مما جعل عيد الظهور عيد فكرة لاهوتية أكثر ممّا هو ذكرى تاريخية.

ولا تزال له هذه الصبغة في الكنيسة القبطية والارمنية اللتين ما زالتا تعيّدان في ٦ كانون الثاني لميلاد الرب وعماده معاً.

ثم سلخت ذكرى الميلاد عن ذكرى العماد في روما، وأحتفل بها في الخامس والعشرين من كانون الأول تنصيراً للعيد الذي كان يحتفل به العالم الروماني الوثني منذ أن أدخل الإمبراطور أوريليانوس قيصر سنة ٢٧٤ "عيد ميلاد الشمس التي لا تغلب".

فكان "ميلاد الشمس التي لا تغلب" في الأوساط المسيحية، ميلاد المسيح يسوع، شمس العدل ونور العالم.

ثم إنتقل العيد إلى الشرق.

وقد أشاد المرنمون الشرقيون بأعجوبة الولادة التي تعلو نواميس الطبيعة، وأمومة العذراء الإلهية، ولا سيما بعد المجمع الأفسسي الملتئم سنة ٤٣١، مما حمل الكنيسة الشرقية في طقسيها البيزنطي والسوري على الإحتفال في اليوم الذي يلي الميلاد، أي السادس والعشرين من هذا الشهر، بتكريم أمومة العذراء الطاهرة.

صلوا من أجلي
الخوري جان بيار الخوري



{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات