لماذا بكت العذراء في لاساليت؟



[ لماذا بكت العذراء في لاساليت؟ ] 


لطالما كانت ظهورات العذراء مريم رسالة من السماء

ظهرت العذراء مريم في ١٩ سبتمبر ١٨٤٦ على طفلَين في بلدة لاساليت الصغيرة في فرنسا.

وفي حين لم يتم التركيز في الظهورات السابقة على مشاعر العذراء التي لم تكن بارزة، إلاّ أنّها كانت في لاساليت وبوضوح تبكي!

فلماذا؟

بحسب ما أفاده الطفلَين، من أوّل أسباب حزنها هو تراجع عدد الناس الذين يعتبرون يوم الأحد يوم راحة.

فقالت لهما :

“كم تألمت من أجلكم!
إن كان إبني لا يُبعدكم فذلك لأنني أُضطر إلى إلتماس ذلك منه دون توقف.

لكنكم لا تنتبهون لذلك.

فمهما صليتم في المستقبل ومهما كان تصرفكم جيد، لن تتمكنوا من أن تعوضوا ما تكبدته من أجلكم.

لقد خصصت لكم ستة أيام للعمل أما السابع فخصصته لي ولا يقدمه لي أحد.

ولذلك فإن الحمل على ذراع إبني كبير للغاية.

نسوة متقدمات في السن قليلات يذهبن إلى القداس أيّام الصيف.

أمّا الآخرون فيعملون كلّ أحد خلال الصيف.”


وفي هذا السياق وبعد الثورة الفرنسيّة في العام ١٧٨٩، بذلت الجهود من أجل إلغاء يوم الأحد كيوم راحة وبقيت حال الأخذ والرد في هذا المجال مسيطرة حتى العام ١٩٠٤ عندما أُعلن يوم الأحد رسمياً يوم عطلة إلزامي لجميع العمال.

وعند الظهور في لاساليت، لم يكن أغلب العمال في فرنسا يفرقون بين يوم الأحد وباقي أيام الأسبوع.

قد تبدو مسألة العمل يوم الأحد أمراً تافهًا تبكي عليه العذراء لكن الكنيسة لطالما حاولت التركيز على حاجتنا الداخليّة إلى الراحة.

فذلك يلامس عمق كياننا على المستويَين الجسدي والروحي.

وفي العام ١٩٩٨، كتب البابا القديس يوحنا بولس الثاني رسالةً رسوليّة كاملة بعنوان “يوم الرب” مستشرفاً الألفيّة الثالثة ومعتبراً إحترام يوم الأحد جزءاً أساسياً من مستقبل إيماننا.

“في معرفة الكنيسة التي تحتفل بفرح كلّ يوم أحد بالسر الذي تستمد منه الحياة، نأمل أن يتعرف رجال ونساء الألفيّة الثالثة على يسوع القائم من بين الأموات.

وعسا تلاميذ المسيح، من خلال إستذكارهم الدائم للفصح في كلّ أسبوع أن يتمتعوا بالمزيد من المصداقيّة في تبشير إنجيل الخلاص وأكثر فعاليّة في بناء حضارة المحبة.”


إن أردنا تعزية العذراء مريم وتجفيف دموعها، علينا أن نراجع حياتنا والتفكير في كيفيّة عيش هذه الراحة الأسبوعيّة.

فهل فعلاً يوم الأحد هو يوم راحة؟

لا يعني ذلك عدم العمل وحسب بل إفساح المجال للعبادة الروحيّة والأنشطة التي تعطي حياة جديدة لأجسادنا ونفوسنا.


في عصر بات فيه القلق واليأس مرضَين شائعَين، لماذا لا نأخد بنصيحة اللّه ونرتاح؟

أوليست نصيحة يسهل تطبيقها؟

(منقول)



{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات