[ الغطاس…المسيح يمر في الليل وتركع له الأشجار !!! ]
ثيولوجيا الميلاد والدنح أو الدايم دايم.
إنه عيد إعتماد السيد المسيح في نهر الأردن وظهور روح الله عليه في شبه حمامة وإعتلان سر ألوهة السيد المسيح أو بمعنى آخر إذا كان يوم ٢٥ كانون الأول هو يوم ولادة وظهور يسوع المسيح بالجسد من مريم العذراء فإن يوم ٦ كانون الثاني هو يوم ظهور وإعتلان سر ألوهة السيد المسيح بعد عماده على يد يوحنا في نهر الأردن.
السر اللاهوتي للتجسد هو في الوقت ذاته سر الألوهة المتجسدة، فيسوع هو إلهٌ وإنسانٌ في الوقت نفسه هذا بالمعنى الإيماني أما الحدث في الزمن فقد عاش يسوع في الناصرة ساتراً سر ألوهيته ورسالته الخلاصية إلى يوم كشف الروح عن هذا السر وأظهره امام الناس عندما هبط على يسوع وسمع صوت الآب من السماء يقول هذا هو إبني الحبيب فله إسمعوا.
لذلك سمي هذا العيد بعيد «الدنح» أي الظهور أو التيوفانيا Theophania.
«تيو» الله» فانيا» ظهور أو Epiphania أي ظهور الله على الأرض.
هما إذاً عيد ولادة واحدة : ظهور في الجسد وظهور الألوهة في شخص يسوع الإله – الإنسان في آن واحد «وكان المسيحيون في القديم يعيدون الميلاد والغطاس معاً في يوم واحد هو سادس من كانون الثاني، حتى أمر يوستنيانوس.
الإمبراطور يوستنيانوس فصل بين العيدين.
في السنة الـ ٣٥ من ملكه يفصل العيدين والتعييد للميلاد في ٢٥ كانون الأول (وهو كان عيد الشمس ويسوع هو شمس العالم) والغطاس في ٦ كانون الثاني.
فإمتثلت الرعايا لأمره تباعاً إلا الأرمن الأرثوذكس (والأقباط الأرثوذكس) الذين ما زالوا يعيدون العيدين معاً حتى اليوم.
أنتربولوجيا الطقوس والعادات والتقاليد المآكل والحلويات
البخوت
وهي فطائر تحشى باللحم المفروم الطيب بالبهارات والأفاويه وحبوب الرمان الحامض.
الزلابية
العوام
المعكرون
المشطاح
المشبك
هي أهم حلويات العيد التي تغطس في الزيت رمزاً لغطس يسوع المسيح في مياه نهر الأردن وتغطس بالقطر أيضاً دلالة ورمزاً لنزول يسوع في المياه في نهر الأردن.
المسيح يمر في الليل وتركع له الأشجار
تقول العادات والتقاليد أن السيد المسيح يمر على المنازل عند منتصف الليل وهو يقول :
«دايم دايم»
فلا يغلق باب أو نافذة ولا يطفأ مصباح قبل مرور السيد المسيح، وأن أبواب السماء تبقى مفتوحة طوال هذه الليلة والملائكة تهبط منها على الأرض لإستماع طلبات المؤمنين.
لذلك تبقى الأبواب والنوافذ مفتوحة ولا يكنس البيت لتبقى آثار أقدام يسوع في البيت.
ومن المعتقدات أن الأشجار عامة تركع للمسيح عند مروره ما عدا شجرة التوت المتكبرة.
وتطوف ربة البيت على ما عندها من مؤن وخوابي وتحركها بيدها وهي تقول :
«دايم داىم»
إعتقاداً منها أن البركة تحل عليها خاصة خوابي الحنطة والزيت والدبس والخمر والزبيب.
في الغطاس يعمّد الأطفال
وفي الغطاس يعمد الكثير من اللبنانيين أطفالهم ويقولون «اللي ما عندو معمود، يعمد ولو في عيد الغطاس، عود» وكان الكاهن يبارك عين القرية أما اليوم فيأتي الناس بالقوارير والقناني إلى الكنيسة فيباركها الكاهن برتبة طقسية جميلة ويسقون منه مرضاهم لينالوا الشفاعة، والواضعات ليسهل وضعهن ويرشونه في جوانب البيت لطرد الفأر والجرذان والجراد والمواسم المؤذية.
في الغطاس ترش البيوت
ويطوف الكهنة على المنازل يرشونها بالماء المبارك ويعجن اللبنانيون دقيقهم ليمر العيد فيتخمر بدون أن يخمروه ويلفون قليلاً من العجين الفطير في قطعة قماش بيضاء جديدة ويعلقونه خارجاً في شجرة من غير أشجار التوت، طوال الليل.
ويعهدوا إلى بنت بكر كي تغطسه كل صباح في عين ماء وبعد هذه المدة يتخمر العجين الملفوف يتخذ للخمير طوال السنة الجديدة بعد أن يوضع في «نملية» في البيت، وتوضع أيضاً خميرة على عتبة البيت العليا طوال السنة لتبارك البيت.
ويضع الرجال في كرهم (يسرهم) قطعة من نحاسية من المال طوال السنة لتتبارك أتعابهم.
ولا تكنس المرأة البيت لتبقى آثار أقدام يسوع تبارك البيت بعد مروره وبعد أن تركت الأبواب والنوافذ مفتوحة طوال الليل ليأتي يسوع.
حمار معلّق على شجرة 😂😂😂
ومن حكايات العيد الظريفة أن فلاحاً عاد مع المساء إلى بيته وكانت الأشجار حانية راكعة تنتظر مرور يسوع.
فربط حماره بأحدى هذه الشجرات، وفي منتصف الليل مر يسوع فإرتفعت الأشجار ورفعت معها الحمار.
فعندما إستيقظ الفلاح في الصباح رأى حماره معلقاً بأعلى الشجرة فأنزله بعد عناء كبير وعرف أن يسوع مرّ من هناك في نصف الليل وأن الأشجار كانت ساجدة له.
الفرق في الرزنامة وليس في الإيمان والعقيدة
عيد الغطاس، أو «الدنح» أو «الدايم دايم» أو الظهور الإلهي في إعتماد يسوع المسيح وكشف ألهويته بعد ظهوره إلهاً وإنساناً متجسداً من مريم العذراء وولادته في بيت لحم وهربه مع يوسف ومريم إلى مصر وعيشه في الناصرة قبل البدء برسالته الخلاصية بعد عمادته على يد يوحنا في مياه نهر الأردن وبعد إعتلان ألوهيته أمام الناس وظهوره إلهاً مخلصاً وإنساناً كامل الإنسانية.
الفرق بين عيد الكبير عند بعض الطوائف الشرقية التي تتبع التقويم الشرقي والطوائف الغربية التي تتبع التقويم الغربي هو فرق في الزمن والوقت والروزنامة وليس فرقاً في العقيدة والإيمان فالإيمان بالقيامة واحد والإيمان بالميلاد واحد.
فلا نسمح للفروقات الزمنية بأن تكون سبباً لخلافاتنا وتباعدنا بل فلنحب بعضنا بعضاً كما أحبنا يسوع وولد وتأنس وتعمد وتعذب وتألم وصلب ومات لأجل خلاصنا ولنفرح ونتصالح مع بعضنا البعض في هذه الاعياد… «دايم، دايم».
عيد غطاس مبارك عالجميع وأحد مبارك والله معكن...
(منقول)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}