[ ما هي موهبة “التكلّم بالألسنة”؟ من أين تأتي وهل يمكننا طلب هذا النعمة؟ ]
“ولما أتى اليوم الخمسون، كانوا مجتمعين كلهم في مكان واحد، فانطلق من السماء بغتة دوي كريح عاصفة، فملأ جوانب البيت الذي كانوا فيه، وظهرت لهم ألسنة كأنها من نار قد انقسمت فوقف على كل منهم لسان، فامتلأوا جميعا من الروح القدس، وأخذوا يتكلمون بلغات غير لغتهم، على ما وهب لهم الروح القدس أن يتكلموا. “
(أعمال الرسل ٢، ١ – ٤)
تربط هذه الآيات من أعمال الرسل مجيء الروح القدس بهبة خاصة وهي “التكلم بالألسنة”.
تفاجأ الرسل بهذه الهديّة إذ كان المكان ممتلئاً بأشخاص يتحدثون لغات مختلفة لكن الجميع كان قادراً على سماع وفهم ما يُقال.
ومنذ ذلك الحين، إختبر بعض المسيحيين ظاهرة مماثلة ويدعون حصولهم على “هبة الألسنة” أي التكلّم بلغات يجهلونها وفهمها.
ويتطرّق تعليم الكنيسة الكاثوليكيّة إلى هذا النوع من الهبات العجائبيّة على إعتبارها “مواهب” خاصة :
وهناك أيضاً نعم خاصة بمثابة “مواهب” وهو المصطلح الذي إستخدمه القديس بولس والذي يعني “هديّة مجانيّة” أو “منفعة”.
ومهما كان نوعها – فهي في بعض الأحيان فريدة مثل نعمة العجائب أو الألسنة – فهي مواهب موّجهة نحو تقديس النعمة وهدفها خير الكنيسة العام.
فهي في خدمة المحبة النامية في الكنيسة.”
وتفسّر الموسوعة الكاثوليكيّة ذلك بالقول :
“في أزمنة ما بعد الإنجيل، قال القديس إيريناوس أنّ “عدد كبير” من معاصريه “سُمعوا يتحدثون من خلال الروح في كلّ الألسنة…
ويُقال أنّ القديس فرنسيس كزافييه بشر بألسنة لا يعرفها والقديس فنسان فيريكان إستخدم لغته الأم ففهمها الآخرون.”
هذه هي بالتحديد هبة الألسنة وهي هديّة خاصة يعطيها اللّه لهدف محدد في بناء ملكوته.
وكان القديس توما الأكويني يعتبر هذه النعم أو المواهب مقدمة بهدف التبشير والتشارك بالإيمان.
إذاً لا يجب الخلط بين “التكلم بالألسنة” و”الصلاة بالألسنة” وهو أمر مختلف جداً وغالباً ما يبدو سلسلة من الكلام غير المفهوم.
قليلون هم الأشخاص الذين يُمنحنون موهبة التحدث بالألسنة إذ يقدم اللّه هبات مختلفة لكل واحد منا.
يفسر القديس بولس ذلك في رسالته إلى أهل كورنثوس :
“إن المواهب على أنواع وأما الروح فهو هو، إن الخدمات على أنواع وأما الرب فهو هو، وإن الأعمال على أنواع وأما الله الذي يعمل كل شيء في جميع الناس فهو هو. لكل واحد يوهب ما يظهر الروح لأجل الخير العام. فلأحدهم يوهب بالروح كلام حكمة، وللآخر يوهب وفقا للروح نفسه كلام معرفة، ولسواه الإيمان في الروح نفسه، وللآخر هبة الشفاء بهذا الروح الواحد، لسواه القدرة على الإتيان بالمعجزات، وللآخر النبوءة، ولسواه التمييز ما بين الأرواح، وللآخر التكلم باللغات، ولسواه ترجمتها، وهذا كله يعمله الروح الواحد نفسه موزعا على كل واحد ما يوافقه كما يشاء.”
(الرسالة الأولى الى أهل كورنثوس ١٢، ٤ – ١١)
إنها هديّة من اللّه، يجب ان تُرفق بغاية ومن الواجب ان تُستقبل بقلب منفتح.
(منقول - موقع أليتيا)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}