[ نصيحة ثمينة من بادري بيو لجميع الخطأة ]
"سرّ التوبة هو فرصة لإختبار رحمة الله وليس مبرراً لإحتقار الذات التي خلقها الله على صورته ومثاله."
أحب كثيرًا ذلك الشعور الذي يخالجني عند خروجي من كرسي الإعتراف.
حتى أني أحب الذهاب إلى كرسي الإعتراف ولكن فحص الضمير قبيل هذه العملية يدفعني إلى إختلاق الكثير من الأعذار لتجنب هذا السّر العظيم.
فإسترجاع ذكريات الخطايا التي إرتكبتها مؤخراً يفتح الأبواب أمام سيل من الذنوب والتوبيخ الذاتي.
الأمر مدمّر بالنسبة لي.
“كيف سمحت بحدوث مثل هذا الأمر؟ كيف يمكن لي أن أقول ذلك؟ ما الذي كنت أفكر فيه؟ ”
يغلبني الشعور بالندم إذ إني أرغب كثيرًا بأن أكون أفضل لذا فنظريتي هي أنني إذا ضايقت نفسي بما فيه الكفاية يمكنني أن أخيف نفسي فلا تقع في الخطيئة عينها مرّة أخرى.
أعتقد أن الكثير منا يميل إلى الإعتقاد بأن عمق توبتنا يتضح من مدى شعورنا بالسوء إزاء إرتكاب الخطيئة.
فهدف الشعور بالذنب هو إخبارنا بأننا إرتكبنا شيئًا خاطئًا ما قد يمنعنا من إرتكاب هذا الأمر مرّة أخرى في المستقبل.
إلّا أن الحقيقة مغايرة تمامًا حيث غالبًا ما يدفع بنا هذا التوبيخ للذات والغضب منها إلى الإبتعاد عنا عن الله ورحمته ، لذا لا أعتقد أن هذه إستراتيجية جيدة للإبتعاد عن الخطيئة والتقرب من الله.
في الواقع ، يقول بادري بيو إن كل هذا القلق ليس ضروريًا ، أو حتى مرغوبًا فيه :
“أعطِ أفضل ما لديك دون قلق مفرط، للقيام بما يجب عليك القيام به.
عندما تقوم بشيء لا تفكر فيه بعد الآن.
بدلاً من ذلك ، فكر فقط في ما يجب عليك فعله أو ما الذي ترغب بالقيام به أو ما تفعله في ذلك الوقت.
سر على طرق الرب بكل بساطة ولا تعذب نفسك.
يجب أن تحتقر عيوبك ولكن بهدوء بدلاً من القلق والأرق.
لهذا السبب ، كن صبورًا وتعلّم الإستفادة من هذه هذه الأخطاء.”
لقد ساعدني كلام القديس بادري بيو في فحص ضميري أكثر وبشكل أكثر شمولاً.
تعلمت أنه يمكن أن تكون التوبة بسيطة وهادئة وحقيقية.
إن الله ينتظر منذا طلب التوبة وتوقه لمغفرة ذنوبنا يفوق رغبتنا نحن بنيل المغفرة.
لذا لا تتعبوا أنفسكم كثيرًا ولا تحتقروا أنفسكم بسبب خطيئة وقعتم بها.
بدلًا من تضييع الوقت على أمر لا يمكن تغييره اليوم أحرصوا على طلب المغفرة من الله وهو وحده قادر على لمس ماضيكم وبلسمة جراحه وطي خطاياه.
إن عبارة “أحبوا الخاطئ واكرهوا الخطيئة” ينطبق أيضًا على الذات.
أن نكره خطيئتنا لا يعني أن نكره أنفسنا.
إن التعامل بصبر مع خطايانا أصعب بكثير من إختيار طريق تعذيب الذات وإحتقارها لوقوعها في الخطيئة.
إن تقبّل المرء حقيقة أنه ضعيف ومعرّض للوقوع في الخطيئة يتطلب تواضعًا كبيرًا وصبرًا ويذكرنا دائمًا أن لنا إله رحوم غفور.
ما تقدّم هو أفضل بكثير من إحتقار الذات والهروب من تقديم أخطائنا أمام الله وهو الأمر الذي يتمناه الله منّا دائمًا وينتظره من أجل خلاص أنفسنا.
إحذروا الإبتعاد عن الله من خلال إحتقار أنفسكم بدلًا من إحتقار الخطيئة ومواجهتها.
"سرّ التوبة هو فرصة لإختبار رحمة الله وليس مبرراً لإحتقار الذات التي خلقها الله على صورته ومثاله"
(منقول - موقع أليتيا)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}