إن الصوم عن الطعام قد يقود الفرد إلى الحرية الروحية والسلام.
للوهلة الأولى، قد يبدو الصوم عن الطعام أمر صعب ولا فائدة واضحة منه.
وفي حين أنّه قد يساعد الفرد على خسارة القليل من الوزن، إلّا أنّ النظام هذا يمكن أن يكون قويًّا.
ومع ذلك، إن استطعنا أن نبقى أمينين لنظام الصوم (بخاصة خلال فترة الصوم المبارك)، فستكون فوائده الروحية عميقة للغاية.
في الواقع، قد نختبر حرية لم يسبق وفكرنا بإمكانية تحققها من قبل.
ومن الأسباب الرئيسة التي قد تجعل الصوم يقودنا إلى الحرية، نذكر إستعبادنا في الكثير من الأحيان للأطعمة، سواء كنا نلاحظ ذلك أم لا.
ويمكن أن يكون لبعض الأطعمة قوة علينا ما لم نتنبه لذلك.
وقد يؤدي الإنغماس في عادات تناول الطعام إلى تعرّض صحتنا والرفاهية الروحية الخاصة بنا للخطر.
من ناحية أخرى، عندما نصوم عن مأكولات معينة (مثل الحلويات)، نصبح قادرين على التحكم على الأوضاع وتنمية القدرة على الرفض وقول : “لا!”.
وهذه قدرة قوية يمكن أن تتوفر لنا من خلال الصوم، ما قد يؤدي إلى حرية لم يسبق وإختبرناها من قبل.
ويؤكد الأخ ريشار سيمون المبدأ الروحي هذا في أحد برامجه التي تُبث عبر إذاعة ريليفنت، قائلًا:
“إنّ الصوم هو نشاط من الحرية… والهدف منه هو تدريب الإرادة على القيام بمشيئة الله.
وتدريب الإرادة على طاعة الرب.
فالحرية هي الضرورة المطلقة للحياة المسيحية.
ومعظم الناس يفكرون بأن الحرية تعني الحصول على ما يريدون، ولكنهم لا يفهمون بأنهم لا يرغبون بما يريدون، بل عواطفهم هي التي تتحكم بهم… ويتمثل الصوم بالتخلص من القرارات الخاصة بهم للقيام بمشيئة الله… والهدف من الصوم هو جعلهم قادرين على قول “لا” لأنفسهم و”نعم” لما يريده الرب.
وهذا نشاط من الحرية”.
وتحدّث الكاتب الروحي توماس كيمبيس عن رغبة يسوع المسيح ببقائنا أحرارًا بتقبّل إرادته، وعن أنّه من أجل القيام بذلك، يتوجب علينا أن نحرم أنفسنا في بعض المناسبات :
“فليكن ذلك مسعاكم كله، وصلاتكم، ورغبتكم؛ فلتتحرروا بذلك من الأنانية، وببساطة تامة إتبعوا يسوع المسيح فقط؛ قد تموتون لأنفسكم، وتعيشون إلى الأبد من أجل المسيح… تخلوا عن أنفسكم، إستسلموا، وستستمتعون كثيرًا بالسلام الداخلي”.
وعند التفكير بالصوم، من المهم الأخذ بالإعتبار فوائد الحرية وأنّ حرمان أنفسنا من بعض الأطعمة قد يؤدي إلى سلام روحي دائم.
وبدلًا من أن تحكمنا الثلاجة، نصبح نحن المسيطرين ونختبر الحرية الحقيقية من خلال حواسنا.
(منقول - موقع أليتيا)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}