الشكل الخارجي للصوم لا قيمة له، إن لم يقدنا أولًا إلى التوبة، ومن ثم إلى الأعمال الخيريّة.
في البداية، قد يبدو الصوم وكأنه ممارسة سلبية، تتعلق بحرمان أنفسنا من بعض الملذات كالأطعمة والترفيه.
ومع ذلك، إن قمنا بالصوم على مثال يسوع، سيفتح قلبنا على قريبنا ويقودنا إلى قلب أكثر حبًا.
عندما صام يسوع في البرية، أبقانا في ذهنه.
لم يكن ذلك رغبة أنانية، إنما رغبة خيريّة.
وهذا يعطينا مفتاح الصوم على مثال يسوع.
علينا أن نتطلّع إلى الصوم على أنه فرصة لفتح قلبنا إلى الله وإلى قريبنا، والقيام بذلك بهدف مميّز.
بمعنى آخر، سننجح في الصوم إن قمنا بذلك من أجل شخص آخر، وبنية أن تهطل الثمار والنعم عليه.
بهذه الطريقة، يصبح الصوم عملًا من الحب.
كما أنّ الصوم يجب أن يقودنا إلى التفكير بالغير والبحث عن طرق لمساعدة الفقراء والأكثر ضعفًا.
ويتحدث ه.م. ويلد حول هذا الجانب من الصوم في كتابه “تأملات بسيطة للشباب”.
وقد كتب ما يلي :
“بيّن لنا إشعياء أنّ الشكل الخارجي للصوم لا قيمة له، إن لم يقدنا أولًا إلى التوبة، ومن ثم إلى الأعمال الخيرية.
علينا حلّ قيود الشر، ومن ثم كسر خبزنا للجائع، الخبز الذي يصعب التخلي عنه.
علينا أن نُدخل المساكين التائهين إلى بيتنا، وأن نضع كبريائنا جانبًا ونقرّب الفقراء إلينا، لأنهم فقراء المسيح.
كما أنّ الصوم يجب أن يقودنا إلى التخلي عن الأنانية.
ويجب أن يجعلنا ننسى أمنياتنا في محاولة لإنفاق وقتنا وأموالنا على الآخرين.
يجب على الصوم أن يجعلنا نبذل جهدًا أكبر نحو المسيح، فإن لم نتشبع برغبة أن نصبح أكثر مثله، لن يكون لصومنا فائدة.
لقد تخلّى المسيح عن كل اهتماماته، وقضى أربعين يومًا وليلة من الصوم، حتى يُظهر لنا كيفية إنكار أنفسنا.
القرار :
سأحاول القيام بشيء في هذا اليوم من أجل بعض الفقراء والمرضى.
وإن لم أستطع القيام بأي عمل خارجي لهم، سأقدم صلاة خاصة لشخص محتاج أو حزين من هذه الرعية”.
كلما صمنا، يجب أن نحفظ الكلمات هذه في ذهننا.
فالصوم لشخص آخر هو الأفضل، ليس لكسب النعم بطريقة أنانية، إنّما لإفراغ أنفسنا من أجل قريبنا على مثال المسيح.
(منقول - موقع أليتيا)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}