في حين كان الطاعون يتفشى في أوروبا، لجأ ضحاياه إلى القديس يوسف وطلبوا شفاعته العجائبية.
عرفت أوروبا ساعاتًا مظلمة للغاية جراء الطاعون.
وفي الأوقات العصيبة، غالبًا ما كان المسيحيون يلتجئون إلى القديس يوسف.
وبالإضافة إلى طلب شفاعته القوية، كان العديد من المؤمنين يكرسون أنفسهم إليه، مقدمين له حياتهم، آملين أن يخلصوا وأسرهم من هذا الوباء.
وهكذا، يُحكى أنّ شفاعة القديس يوسف أنفقذت قرية بأكملها من الطاعون في القرن السابع عشر.
في عام ١٦٣٨، عانى رجل عجوز يعيش في قرية بالقرب من ليون من الطاعون الذي كان قد إنتشر في تلك المدينة، فسأل كاهن المنطقة ما إذا كان هناك وسيلة لإنقاذ حياته، بعيدًا عن العلاجات البشرية.
فأجابه الكاهن :
“ما عليك سوى النذر بأنك ستحتفل بعيد القديس يوسف كل عام بالإعتراف والمناولة، وبأنك ستعد نفسك من خلال التساعية”.
وهذا ما فعله العجوز، فقد أخذ بالنذر وعلى الفور إختفى الطاعون بكل أعراضه.
كما أنّ مدينة ليون عرفت الشفاء العجائبي بفضل القديس يوسف :
كان المحامي في برلمان دوفين السيد أوجيري في ليون أثناء إنتشار الوباء في المدينة عام ١٦٣٨.
رأى أحد أبنائه، تيودور أوجيري، البالغ من العمر ٧ سنوات، مصابًا بالطاعون وكانت جميع المؤشرات تدل على موته الوشيك والمحتّم.
وفي ظل معاناة الولد الشديدة، إلتجأ الأب المتضايق والحزين إلى القديس يوسف وكُله ثقة بقدرته، ووعده بأن يذهب لمدة تسعة أيام إلى القداديس إكرامًا له، في الكنيسة التي كُرست إليه، لإضاءة الشموع أمام صوره ولوضع نذر يُذكر بالخير الذي أتت به شفاعته، وذلك إن خلص إبنه وشفاه.
في وقت لاحق، زار الأطباء الفتى المصاب بالطاعون؛ ووجدوه بحالة مزرية، حتى أنهم أمروا بنقله إلى محطة لازار، وأشاروا إلى إستحالة بقائه على قيد الحياة لأكثر من ساعتين.
فتمّ تنفيذ التعليمات؛ ولكن ما إن وصلوا به إلى لازار، حتى إستعاد الولد عافيته بشكل مفاجئ؛ فوفى الوالد الممتن بوعده للقديس الممجد، وهو ممتلئ بمشاعر من التقوى.
(من كتاب أمجاد الكنيسة الكاثوليكية).
وأكثر من ذلك، يُحكى أنّ مدينتي أفينيون وليون أُنقذا أيضًا من الطاعون بشفاعة القديس يوسف :
في بداية القرن السابع عشر، اجتاح الطاعون مدينة أفينيون، فإلتجأ رجال الدين والقضاة إلى القديس يوسف ونذروا الإحتفال، كل عام، بعيده رسميًا، إن خلّصهم من هذا الوباء الفتّاك.
ومذ ذاك الحين، لم يعد هناك ضحايا جدد وإختفى البلاء بشكل كامل؛ لكنه إنتقل إلى ليون ليجتاح المنطقة.
فكان غزوه رهيبًا، وآعتقد الناس لبرهة بأن المدينة ستخلى تمامًا من سكانها.
إلى ذلك، وعلى مثال ما حدث في مدينة أفينيون، إلتجأ سكان هذه المدينة العظيمة إلى مَن خلّصهم، فحصلت المعجزة نفسها.
ومذ ذاك الحين، بدأ تعبّد ليون بشكل خاص إلى القديس يوسف.
(من كتاب أمجاد الكنيسة الكاثوليكية).
بالطبع، يجب إتباع توجيهات السلطات والجسم الطبي، ولكن نهج المسيحيين على مر القرون أظهر إلى أي مدى اللجوء إلى الصلاة لمكافحة الأوبئة، مهمًا.
وقد أثبت القديس يوسف أنه شفيع قوي، يجعل من المؤمنين الذين يطلبونه يقتربون من الله، ويسأل الرب أن يترأف بالمرضى وبمعاناتهم.
كما أنّ القديس يوسف يُعلمنا بشكل خاص بأن نثق بالله في جميع الظروف وبأن نضع حياتنا بين أيديه.
(منقول - موقع أليتيا)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
آمين يا رب المجد لك القدرة والعظمة بركة شفاعة قديسيك تكون معنا
ردحذف