يكفي لكل يوم همّه
في كيفية السيطرة على التوتر في الحياة، حملت المُحاضرة كوب ماء فتوقع الجميع أن تطرح السؤال “عن النصف فارغ أو نصف الممتلىء”.
بدلاً من ذلك، ومع الإبتسامة على وجهها، سألت :
“كم تقدّرون ثقل كوب الماء هذا ؟”
تراوحت الأجوبة بين ٨ إلى ٢٠ أوقية.
فأجابت :
“في الحقيقة لا يهمّنا الوزن هنا إنما الأمر يعتمد على مدى المدة التي أحمل بها الكأس.
إذا إحتفظت بها لمدة دقيقة، لن يكون هناك من مشكلة، وإن قمت بحملها لمدة ساعة، فسوف تبدأ الآلام في ذراعي.
أما إن إحتفظت بها للغد، فسوف أتألم أكثر وأشعر بشلل تام في كل الذراع.
لاحظوا أن خلال الإختبار لم يتغير شيئاً من وزن الكوب، ولكن كلما طالت الفترة الزمنية في حمله كلما أصبح أثقل “.
وتابعت “إن القلق في الحياة هو من هذا القبيل يشبه إلى حد بعيد كوب الماء.
أن تفكر فيه لفترة قصيرة من الوقت لن يحدث ضرراً لكن كلما فتحنا له مروحة الوقت تصاعدياً سوف نتسبّب بالألم الذي يتبعه الشلل لتصبح عاجزاً تماماً عن فعل أي شيء.”
في كلمته الشهيرة “يكفي لكل يوم همه” من المهم أن نتذكر أن الرب أوصانا ليس فقط بعدم نقل هموم الغد إلى اليوم بل أيضاً عدم نقل هموم اليوم إلى الغد – (وبغض النظر عن حجمها) .
واليوم، فيما تكثر التساؤلات بخصوص اليوميات، هناك دعوة لتقديس الحياة عبر تكريسٍ لله للحاضر من اللحظات.
فعلى ما تقول القديسة الأم تريزا :
“الأمس مضى والغد ليس باليد وما لدينا سوى الحاضر بين أيدينا”.
فدعونا نعيش يومنا بعيداً عن أثقال تراكمات قلقنا الذي يركّز إمّا على ماضٍ مضى أو مستقبل قد يكون أدهى أو أحلى …
ولكن كيف نمنع القلق؟
يفيدنا آباء الصحراء، أن أفضل طريقة للتخلص من فكر مضر هو ملاحظته أولاً ثم إستبداله بصلاة.
هنا ليست دعوة إعدام لحس المسؤولية إنما دعوة لإعلاء التعقّل والإيمان حين يصبح قلقنا قاتلنا.
“يكفي لكلّ يوم شرّه” ( متى ٣٤:٦ )
اليوم – و نحن واثقين برحمة الله وعنايته – نهتم دون أنْ “نَنْهم”!
(منقول - موقع زينيت)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}