نهاية العالم أم نهاية عالمٍ؟

(من كتاب : الأب كابي ألفرد هاشم والأب غي-ريمون سركيس، أؤمن… وأعترف قراءة معاصرة في الإيمان المسيحي، دراسات لاهوتيّة، دار المشرق ٢٠١٤).

“لا بدّ من الإقرار بأنّ البشريّة تعيش في إنتظار مجيء إبن الله في مجده، حالةً لا يزال يغلب عليها طابع الألم والمعاناة والظلم لا سيما بعد تفشي فايروس كورونا في جميع أنحاء العالم.

فملكوت الله وإن كان حاضرًا سريًّا في الكنيسة التي هي ” نواة وبدء هذا الملكوت على الأرض “، يبقى منحصرًا في أبعاده التاريخيّة في ” الزمن الحاضر الموسوم بسِمة الضيق وإمتحان الشرّ “.

وأيّ امرئٍ منّا لا يختبر في هذه الدنيا الألم والضيق والحزن، ولا يتملّكه، من حينٍ إلى آخر، الخوف من المرض والوجع والموت، أو يخفى عليه مشهد مآسي البشريّة من حروبٍ ومجازر وكوارث طبيعيّة وأوبئة تحصد آلاف الضحايا الأبرياء؟

أجل إنّ ملكوت المسيح يتجلّى في بعديه السريّ الروحيّ المتكتمل، من جهة، والتاريخيّ الواقعي من جهةٍ أخرى كما أوضح يسوع نفسه لبيلاطس :

”لَيسَت مَملَكَتي مِن هذا العالَم” (يوحنّا ١٨: ٣٦).

لكنّ جماعة المؤمنين تعلم يقينًا أنّه مهما كان الزمن الحاضر صعبًا، تبقى الكلمة النهائيّة والأخيرة للمسيح الذي غلب الشرّ والموت بالصليب والقيامة.

وهي تحيا منذ ذلك الحين الزمن الإسخاتولوجيّ من خلال ما يُسمّى ”الاكتمال الروحيّ المتحقِّق منذ الآن، والإكتمال التاريخي غير المتحقِّق بعد“، ممّا يعني أنّ مُلك المسيح حاضرٌ ومتحقِّقٌ  ولكنّه غير مكتملٍ بعد في التاريخ البشريّ.

فكنيسة المسيح، على الرغم من آلامها، لا يزال يسكنها الرجاء بأن تكون في نهاية الزمن في ملكوت الآب المجيد ”مع رأسها إلى الأبد“، حيث سبقها ليعدّ لأحبّائه مقامًا.

الرجاء المسيحيّ هو إذن ” الرجاء بأمرٍ نهائيٍّ وحاضرٍ في آن، إنّما ننتظر ملء تحقيقه في نهاية الزمن “

(منقول - موقع زينيت)

{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}

{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}