غالبًا ما تثير الأسرة الكبيرة الإعجاب والتساؤلات على النحو التالي :
كيف تسير حياتهم اليومية؟ كيف يتسع المنزل لهم جميعًا؟ نعم، تتطلب تربية أربعة أطفال أو أكثر التنظيم وإحترام قواعد معينة
عادةً، يفتخر الأهل ذوو العائلات الكبرى بأنفسهم.
ويتطلب هذا الإختيار تنازلات عدة، لكنه يعِد بلحظات جميلة، شرط أن يتبع الأهل بعض النصائح.
في ما يلي بعض التوصيات من الطبيبة النفسية فرانسواز بيلي للأهل الذين ينحدرون من عائلات كبرى وللذين يرغبون بتأسيس أسرة كبيرة.
١ -حب يكفي للجميع
فلنكن واضحين : لا يحب الولدَين كل أولادهما بالطريقة ذاتها، ما يجعل كل واحدٍ منهم مميزًا عن الآخر.
وكي تسود المساواة بينهم، يحاول الوالدان قدر المستطاع تقديم الأمور المماثلة للجميع، لألا يشعرونهم بالظلم إن لم يحترما الاحتياجات المختلفة وأذواق كل منهم.
٢ -لا وجود لعائلة خالية من المشاكل
تشبه الأسرة الكبيرة المجتمع الصغير وتنذر بالعلاقات الإجتماعية، فيختبر الأولاد فن التفاوض والتوفيق مع بعضهم البعض ويتعلمون المشاركة والتفكير بالآخر والتعاون وتطبيق القواعد.
إذا كان الطفل يعاني، فمن واجب الوالدين أن يحمياه، لكن من الأفضل عدم التدخل لحل نزاعاتهم كي لا تتفاقم؛ هكذا، يبني الطفل شخصيته ويؤكد وجوده عبر إستخدام منطق المعارضة أو التحالف مع إخوته وأخواته.
٣ -لكل فرد مساحته الخاصة
في العائلة الكبرى، من النادر أن يملك كل ولد غرفته الخاصة ما يولد المشاكل والتوترات.
لذا، عندما يبلغ الولد سن السادسة أو السابعة، من المهم أن يصبح لديه مكانًا خاصًا به، حتى ولو كان درجًا يمكنه إقفاله ووضع أشياءه وأسراره الصغيرة فيه.
٤ -الثقة بالأطفال حتى لا يتجاوزوا أهلهم
يقول فرويد : “إفعل ما شئت، فلن يكون ما تفعله كافيًا أبدًا”!
يفعل الأهل ما بوسعهم.
ولكن، من المهم أن يثقوا بأنفسهم خلال كل ما يقومون به، ليصبح التقرّب من الأولاد أسهل.
فالثقة بالنفس تولَد من الحب والحرية عندما نسمح للآخر بالتقدم والتميّز.
قد يتجنب الأولاد أن يتفقوا مع والديهم، ما يمنعهم من النمو والتطور؛ لكن نسبة ممارسة الضغط من قِبل الوالدين على أولادهم تتراجع كلما زاد عدد الأشقاء، فيُقدِّر الوالدان إستقلالية البالغين منهم لأنها تسمح لهم برعاية الأصغر سنًا كما أنها تجعل الحياة اليومية أسهل.
يقضي الإخوة والأخوات وقتًا معًا ويحظون بالمتعة ويخترعون قصصًا، وهي طريقة جيدة للتعبير عن الرأي وتحقيق الذات، ويسمى ذلك بالمساحة النفسية بحسب علماء النفس، ما يسمح لهم بالهروب من واقع الأهل.
إذًا، يتعلم الصغار من الأكبر سنًا بينهم، وبدورهم، يطورون صفات التواصل.
٥ -ما يصلح للأول، قد لا يناسب الآخر
في معظم الأحيان، يصعب على الوالدين الإعتراف بأنهما لا يتفقان مع أحد أطفالهما بسبب شخصيته التي تشبه شخصية أحدهما للغاية أو على العكس، وبالتالي لا يتفهمانه أو يسيئان تفسير ردود فعله، غير مقدرين حاجته لصبرهما ولطفهما أكثر من إخوته.
في هذه الحالة، يجب على الوالدين تقديم رعاية خاصة له وتقديره والبحث عن الإيجابيات فيه، ما يساعده على تعزيز احترامه لذاته.
٦ -الإبتعاد عن المقارنة المؤذية
لقد ولّت الأيام التي كان فيها الأهل يجبرون أولادهم على إرتداء ملابس متشابهة.
الآن، ينبغي أن يجد كل ولد مكانه في المجتمع ليختلف عن الآخرين ويثبت نفسه وشخصيته وأصالته وخياله، وهو أمر إيجابي وبنّاء.
لكن، عند التعامل مع ولد مختلف تمامًا، يجب أن يكون الوالدان متيقظين.
على سبيل المثال، عندما يعبّر عن رفضه لأشقائه وعائلته، فهو يقصد التعبير عن إنزعاجه أو معاناته.
أحيانًا، يتصاعد التنافس بين الأولاد أو بينهم وبين أقربائهم، بخاصة إذا كانوا في نفس السن : “إنه مجتهد في المدرسة” أو “هي تعزف الناي بشكل رائع”! يحرج هذا الكلام الولد، بخاصة إذا ظهر من الوالدين، مثل: “كانت أختك تعمل بجهد”! هكذا، تصبح المقارنة مؤذية.
٧ -الأسرة الكبيرة لا تعني الحرمان
الأسرة الكبيرة، تكثر المشاكل والصعوبات، ويصبح التوازن بين القيود المفروضة والمتعة أمر أساس، فيتم ذلك عبر الإتفاق مع الآخرين وحب الحياة والشعور بالحيوية والتعاون، ما يسمح للأولاد بإكتشاف الموارد المتاحة لهم وإدراك أن السعادة ليست في الثراء، بل بالمحبة والمشاركة.
٨ -صراعات الطفولة لا تحدد المستقبل
يمكن للأطفال الذين يتصارعون في الصغر أن يصبحوا أصدقاء عندما يكبرون، إذ يقوي الأشقاء بعضهم بعضًا، وغالبًا ما يكون الرابط الأخوي مطمئنًا وحاميًا؛ فالعائلة تثبت للنهاية.
٩ -التخلص من القلق بشأن مستقبلهم
لا ينبغي على الوالدين أن يكونا حازمين دائمًا كي يسمحا للأولاد بعيش حياتهم، وإلا فسينمون متأثرين بهذا الحزم وستكون علاقتهم سيئة ولن يتعاونوا فيما بينهم.
عندما يكون الولد محبوبًا لنفسه لا لما ينتج من أعماله، سيملك الموارد الكافية ليدافع عن نفسه بغض النظر عن الطريق الذي يختاره في الحياة.
١٠ -العائلة التي يصلي أفرادها مع بعضهم البعض تبقى موحّدة
إن الصلاة ضرورية في الأسرة لأنها تضمن إتحاد الجميع في الأزمات التي قد يواجهونها.
وتقول القديسة تيريزا دي كالكوتا التي حثت العائلات على الصلاة معًا كل يوم، إن “العائلة التي يصلي أفرادها مع بعضهم البعض تبقى موحّدة”.
(منقول - موقع أليتيا)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}