تحتفل الكنيسة بِعيد العنصرة، أيّ بِعيد حلول الرُّوح القُدُس على الرُّسُل في العليّة.
إنّه عيد ولادة ونشأة الكنيسة.
في يوم الخمسين، بعد قيامة الرَّبّ يسوع، إنسَكَبَت وحلَّت على الكنيسة عطايا الله ونعمه ممثّلةً في حلول الرُّوح القُدُس الَّذي هو قمّة الحبّ والعطايا الَّتي مُمكن أن يَهبها الله للبشر.
“وكانوا يُداومون على الإستماع إلى تعليم الرُّسُل وعلى الحياة المُشتركة وكَسْر الخُبز والصَّلاة. وتمّت عجائب وآيات كثيرة على أيدي الرُّسُل”
(أعمال ٢: ٤٢)
نعم، كانوا جماعة واحدة تنقل إلى النَّاس بُشرى القيامة السَّارة، من خلال وحدتهم وصلاتهم ومحبَّتهم.
” لكنّ المؤيِّد الرُّوح القُدُس الَّذي يُرسله الآب بإسمي هو يعلّمكم جميع الأشياء ويذكّركم جميع ما قلتُه لكم”
(يو ١٤: ١٦)
نُؤمن ونُؤكّد، أنّ المسيحيّ المُعمَّد والمُمارس لإيمانه، مُمتلئ من روح الله، وحامل روح الله بين النَّاس، يشهد ليسوع القائم من الموت.
أَلسنا أعضاء في جسدٍ واحد؟ لنرفع صلاة واحدة وشهادة واحدة.
نعم، نُؤمن بروح الله، وقدرتها الفاعلة، ونعمتها السخيّة علينا، فهل نُصغي حقًّا إلى الرُّوح الَّذي فينا، والَّذي يقودنا إلى حالة الرَّجاء؟ هل نسير بحسب توجّهات وثمار الرُّوح القُدُس؟ لنَستَلهِم ونعمل من أجل إكتساب ثمار الرُّوح القُدُس الَّتي هي :
“المحبّة والفرح والأمانة وطول الأناة والسَّلام والعفاف والّلطف والوداعة ودماثة الأخلاق”.
ندخل من خلال الرُّوح القُدُس فكر الله ونصير معه متَّحدين، وهذا يجعلنا بحالة إتِّحاد مع الآخر، من خلال سِرَّي المعموديّة والإفخارستيَّا، وتجسيد المحبَّة الأخويّة، والعيش بالرَّجاء، نابذين حالة الإحباط واليأس والإنعزال والأنانيّة والخوف.
لنَستعيد القُدرة على الحوار والتَّواصل والإتِّصال والإصغاء، من أجل إكتساب عمل الرُّوح القُدُس فينا وبعالمنا المُتخبِّط بشتَّى أنواع السَّلبيّات والشُّرور.
لنواجه معًا المخاطر المُحدقة بنا، من خلال الوحدة والتَّضامن، متَّكلين على روح الله وقُدرته، لأنّه واهب الرَّجاء.
لنُسهم في مسيرة جديّة نحو الرُّوح القُدُس الَّذي قال للعذراء مريم :
”الرُّوح القُدُس يحلُّ عليكِ وقوَّة العلِّي تظَلِّلُكِ”
(لو ١: ٣٥)
“إنّي أسكبُ روحي على كلِّ بشرٍ فيتنبَّأ بنوكُم وبناتِكُم”
(يوئيل ٢: ٢٨).
هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس، وهَبنا عطيتكَ ونعمتكَ وأمانكَ ورجاءكَ وحبّكَ.
هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس، وكُن معنا لكي نواجه المصاعب والمشقّات الَّتي نعانيها كلَّ يومٍ.
هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس، وقُدنا نحو الحياة الهانئة، الَّتي تتطلَّب الحكمة والفَهم والقوّة والعِلم والتَّقوى والمَشورة ومخافة الله.
هلمَّ أيُّها الرُّوح القُدُس المُعزّي.
(منقول - موقع أليتيا)
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}
تعليقات
إرسال تعليق
{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}
{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}