نستجديك يا عنصرة : فأين عنصرتنا؟!



تحتفل ليتورجية الكنيسة، بعد الإحتفال بقيامة الربّ يسوع من بين الأموات، بأحد العنصرة، أي حلول الروح القدس على التلاميذ مع العذراء مريم، في العلية، مجتمعين معًا للصلاة.

”وكان جماعة الذين آمنوا قلبًا واحدًا ونفسًا واحدة ” (اع ٤/ ٣٢) .

وبينما هم في حالة من الصلاة والتعاضد، حلّ الروح القدس المعزي، الذي أعطاهم ووهبهم القوة والحكمة، والفهم والقدرة والشجاعة، من أجل نشر كلمة الله وعيشها بإيمان ومحبّة ورجاء، متحدِّين الصعاب والمشقّات والآلام، وحتى الموت، بإتكالهم على الوحدة والتضامن والمحبّة في ما بينهم، وعمل الروح القدس وفاعليته، وقدرته الإلهيّة، نازعين منهم الحزن والخوف واليأس والإكتئاب، بعد صعود سيد الحياة نحو أبيه السماويّ.

ونحن اليوم، في هذه الظروف العصيبة والقاسية، التي يمّر بها العالم، ننتظر عنصرة جديدة ومتجدّدة، لأننا نعيش في حالة من الخوف واليأس والإضطراب على جميع الصّعد.

لنتمسك بالصلاة، كي تحّل علينا مواهب الروح القدس، الواهبة النِّعم والعطايا والقوة، كي نواجه الصعاب والأزمات والمصائب، بإيمان ورجاء، لا سيّما أننا نؤمن بقدرة الربّ يسوع الخلاصيّة.

شدّد عزيمتنا وقوّتنا على إحتمال كلّ ما يعيق مسيرتنا الخلاصيّة.

هبنا الشجاعة والصبر، وأطرد عنا اليأس والخوف والقنوط والإكتئاب.

إرفع يا ربّ قلوبنا وضمائرنا نحوك.

ثبّتنا في الإيمان القويم والراسخ والناضج.

خفّف من آلامنا وجراحنا، كي نواجه ضعفنا البشري، برحمتك وعفوك.

أرشدنا إلى الطريق الصحيح الذي يقودنا نحوك.

أنرنا في حيرتنا وشكّنا.

” ترسل روحك فتخلق، وتجدّد وجه الله”
(مز ١٠٤ ؛ ٣٠)

أشعل فينا روح الحكمة والرؤية والنبؤة،. 

“أني أفيض من روحي عليكم في تلك الأيام، فيتنبّأ بنوكم  وبناتكم”
(رسل ٢/١٧)

وروح القوة والشجاعة، روح التكلّم بالحقيقة والحق.

”أرسل إليكم روح الحق […] ويرشدكم إلى الحق كلّه”.

فجّر فينا يا ربّ ماء الحياة، التي تقدس وتطّهر، وتروي عطشنا للحرّية والتخلّص من الخطيئة، والضعف والشر والرذيلة.

إشفنا من أنانيتنا، وطّد الرجاء في قلوبنا، أسكب العزاء، غيّر وبّدل حياتنا.

هبنا القدرة على إمتلاك لغة القلب، لغة المحبّة والمسامحة، وذلك بحماسة وإندفاع، من أجل نقل البشارة وعيشها.

ألسنا رسل البشارة الجديدة بالإنجيل؟

لنترك الروح يقودنا نحو الآب ، الذي حرّرنا من عبودية الخطيئة، فنكون أبناء الله الأحرار.

يقول القديس أثناسيوس :

” إننا بالروح نصير في الله، وبالتالي نصير متّحدين بعضنا مع بعض في الله”.

ألا يذكّرنا الروح القدس بتعاليم المسيح، كي نطبّقها، من أجل عيش ونشر الحبّ والمسامحة والغفران، طالبين التنعّم بالحياة، لا سيّما الحياة الأبدية.

يقول القديس أمبروسيوس :

“حيث يوجد الروح القدس توجد الحياة الأبدية، وحيث تكون الحياة فهناك يكون الروح القدس”.

الروح يعطي الحياة، يسعى ليقرّبنا إلى محبّة الثالوث المعطية الحياة.

إننا نستجديك يا ربّ واهب النعم، إننا نستجديك يا مخلّص العالم، وواهب الرجاء والحياة.

تعال، نصرخ إليك … تعال وأنقذنا… تعال… نستجدي حضورك المحيي … نستجدي حبّك ورحمتك… شكرًا… شكرًا ربّنا…. آمــــــــــــين.


(منقول - موقع أليتيا)



{نرجو ممن يرغب بإضافة تعليق، صياغته بلغة لائقة بعيدة عن القدح والذم والتحريض المختلف أو المسّ بالكرامات.}


{إنّ التعليقات المنشورة لا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي مواقع "خدام الرب" التي لا تتحمّل أي أعباء معنويّة أو ماديّة إطلاقًا من جرّائها.}

تعليقات